تشغل قضية المشاركة النسائية في الحياة السياسية وفي صنع القرار السياسي حيزا مهما من نقاشات السياسيين وفاعلي المجتمع المدني في عالمنا العربي والإسلامي عموما والمغربي على وجه التحديد.إن البحث في أهمية المشاركة النسوية يحيلنا إلى طرح ضعف هذه المشاركة في المشهد السياسي الراهن. تتباين وجهات النظر وتتعدد الٱراء حول الاسباب، هنالك من يعزي هذا إلى مخلفات رواسب وعراقيل متجذرة في تفسيرات دينيية وتقاليد اجتماعية عتيقة مترسخة في الذاكرة المغربية، وهنالك من يرى أن أسباب هذه المشاركة المحتشمة ناجم عن تقصير للمؤسسات السياسية في ضمان حق المساواة للجنسين. كما أن أشكال وقوالب التمثيل السياسي النسوي الحالية فيها انتقاص واضح وصارخ لقدرة المرأة وأهليتها على مواجهة الرجل في المعترك السياسي وفي هذا تعارض مع مبدأ المساواة . كما أن التذرع بكون الآليات الحالية ماهي إلا آليات مؤقتة تستهدف التعجيل بتحقيق المساواة ما هو إلا ضرب في معنى الديمقراطية في صيغتها الكونية. لذا يتوجب على مسؤولي المؤسسات السياسية والهيٱت المدنية العمل على تطوير مشاركة المرأة داخل المنظومة السياسية وذلك ب : تشجيع العمل النسوي داخل الأحزاب والشبيبات، الإهتمام بتكوين قيادات شبابية نسوية قادررة على تحمل تحديات الغد وذلك وفق رؤية استراتيجية مستقبلية واضحة، تمكين المرأة والفتاة الشابة من حقهن في الاضطلاع بأدوار قيادية والمشاركة في صناعة القرار، تحفيز نقل أدبيات ومهارات الممارسة السياسية من لدن الخبراء والأكاديميين وتوسيع ٱفاق النساء حول القضايا العالمية والسياسات الدولية، إنشاء شبكات وعلاقات على الصعيد العالمي لتبادل الخبرات والتجارب.