بحضور عدة شخصيات وازنة من عالم السياسة والمال والأعمال انطلقت مساء يوم الأربعاء بطنجة٬ أشغال الدورة الخامسة لمنتدى "ميدايز" الدولي الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس٬ ويستمر حتى 17 نونبر الجاري٬ بمشاركة نخبة من الشخصيات البارزة من دول عربية وأجنبية. ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة حسب بلاغ اللجنة المنظمة تنظيم ندوات وموائد مستديرة ونقاشات حول موضوع "الجنوب.. مطلب نظام عالمي جديد". وحسب المنظمين٬ تعقد هذه الدورة في سياق الأزمة الاقتصادية٬ وكذا في أعقاب "الربيع العربي" الذي أصبح يفرض مواجهة العديد من التغيرات على الساحة السياسية المحلية وعلى الصعيد الجيو-استراتيجي الإقليمي. كما سيقارب هذا المنتدى مواضيع الطاقة والبيئة٬ والتنمية البشرية٬ والرهانات الأمنية والتوازنات الاقتصادية٬ إضافة إلى تنظيم جلسة خاصة تتعلق بالإشكاليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط٬ فضلا عن مناقشة مجموعة من قضايا القارة الإفريقية. هدا وقد ناقش المشاركون في منتدى "ميدايز" في يومه الثاني قضايا التغير المناخي والطاقات المتجددة وشكل موضوعا "ريو+20 ومؤتمر التغير المناخي "كوب 18".. كيف نتجنب إضاعة فرصة جديدة"٬ و"الكتلة الحيوية والطاقة الريحية والشمسية والكهرمائية.. أي طاقات متجددة للمرحلة ما بعد النفطية" محور اللقاءين الموضوعاتيين لصبيحة هذا اليوم. وأكد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العظيم الحافي٬ في مداخلته حول موضوع اللقاء الأول "البيئة والتغير المناخي"٬ أن مؤتمرات الأممالمتحدة حول الموضوع دقت ناقوس الخطر منذ زمن بعيد حول المخاطر المحدقة بالنظام البيئي والمناخي في العالم. وأضاف أن مقاربة هذه القضية ارتكزت في إطار ما يعرف بالسياسة البيئية على ثلاث نقاط أساسية تتمثل في الاقتصاد والبيئة والمجتمع. وشدد٬ في هذا السياق٬ على ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالملمح الاجتماعي في مقاربة قضايا البيئة٬ عوض الاكتفاء بالتركيز على الجانب الاقتصادي فيها٬ "خاصة عندما يتم الحديث عن اقتصاد أخضر٬ الذي ليس سوى إسقاط لمبادئ نظام السوق على المسألة البيئية". وتأسف السيد الحافي على الأثر الضعيف لنتائج وتوصيات مجموعة من مؤتمرات الأممالمتحدة حول البيئة والمناخ والتنمية المستدامة٬ لاسيما مؤتمر ريو+10 سنة 2002٬ ومؤتمر دوربان بجنوب إفريقيا سنة 2011٬ ومؤتمر التنوع البيولوجي بناجويا باليابان سنة 2010. ودعا٬ من جهة أخرى٬ إلى تضافر جهود المشاركين خلال مؤتمر الأممالمتحدة حول التغير المناخي "كوب 18" الذي سينعقد في الدوحة من 26 نونبر الجاري إلى 7 دجنبر المقبل٬ من أجل توسيع لائحة الدول الموقعة على بوتكول كيوطو٬ وتحيين الأرضية التي أنتجتها المؤتمرات السابقة في هذا المجال. وتناول باقي المتدخلون صعوبة الوصول إلى الحد المرجو من حماية النظام البيئي للعالم٬ بسبب استمرار العديد من الدول والشركات في عدم الاكتراث بالجهود الرامية لحماية العالم من مخاطر الاحتباس الحراري والتلوث البري والبحري٬ وانبعاث الغازات وغيرها. وناقش المتدخلون٬ في اللقاء الثاني حول موضوع الطاقات المتجددة٬ أهمية هذه الأخيرة بمختلف أنواعها في تزويد العالم بطاقة نظيفة ومصدر طاقي بديل٬ مشددين على أهمية تنمية هذا النوع من الطاقات والاستثمار فيها بشكل أكبر٬ لاسيما وأن دراسات الوكالة الدولية للطاقة تشير إلى الدور المتنامي لهذه الطاقات في توفير الأمن الطاقي للدول.