نظمت لجنة العمل التلمذي لحركة التوحيد والإصلاح فرع طنجةأصيلة الملتقى السادس للمتفوقين تحت شعار "جميعا من أجل إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية" وذلك يومي السبت 31 مارس والأحد 1 أبريل 2012 بمقر الحركة وبقاعة المحاضرات بقصر البلدية بطنجة. افتتح الملتقى مساء يوم السبت بكلمة مسوؤلة لجنة العمل التلمذي الأستاذة نعيمة بنعبود رحبت فيها بالحاضرين من التلاميذ والتلميذات وآبائهم وأمهاتهم، ثم استرسلت في شرح شعار الملتقى ودواعي اختياره. وبعدها كان للتلاميذ والتلميذات وأولياء أمورهم فرصة الاستفادة من أشغال الورشات التي توزعت محاورها على التوجيه الدراسي من تأطير الأستاذ يوسف المهوض، المستشار في التوجيه والتخطيط بنيابة طنجةأصيلة، والذي وضع فيها التلميذ على الطريق الصحيح لاستكمال مساره الدراسي سواء ما بعد الثانوي الإعدادي أو ما بعد الثانوي التأهيلي. أما الورشة الثانية التي أطرها الأستاذ عمر العياشي خصت تلاميذ وتلميذات مستوى الثانية باك، تمحورت حول تقنيات المقابلة، وفيها اكتسبوا آليات اجتياز المباريات لولوج المعاهد والمدارس العليا بعد الباكالوريا أو ولوج سوق الشغل. ولم يفت من لم يحالفه الحظ في التفوق الدراسي بسط أفكاره وتصوراته حول معيقات التفوق وسبل تجاوزها اذا شُدّت العزائم واستنهضت الهمم مع الأستاذ حسن المرابط، مدير معهد البحر الأبيض المتوسط للصحافة وتقنيات الإعلام. وفي الورشة الرابعة أغنى الأستاذ عز الدين الخمسي، مفتش التعليم الثانوي، معارف ومهارات المشاركين في الورشة بوسائل وآليات بناء المشروع الشخصي للتفوق ليس فقط في المجال الدراسي وإنما في الحياة الشخصية بصفة عامة. وفي الورشة الخامسة فتحت الأستاذة رشيدة أمغار، مدربة في التربية بالنظير، الفضاء أمام مخيلة التلاميذ والتلميذات لرسم الأحلام المستقبلية وخطط الوصول إليها وكيفية تجاوز العقبات والحواجز التي تقف في طريق تحقيق هذه الأحلام مقنعة إياهم بأن حلم اليوم هو حقيقة المستقبل. وفي الورشة المخصصة لأولياء الأمور طرحت مجموعة من التجارب في التعامل مع أبنائهم لتوفير الظروف الملائمة للتفوق في دراستهم أو في حياتهم. صباح يوم الأحد واصلت لجنة العمل التلمذي أشغال برنامجها بندوة حول "واقع وآفاق التعليم ببلادنا" سيرها الأستاذ حسن الطويل، وأطرها كل من الأستاذ عبد الناصر الناجي، خبير في جودة التعليم، الذي شخص إشكالية المنظومة التربوية بالمدرسة المغربية من خلال ثلاثية التلميذ والمدرس والمنهاج. وقد حمل كل الأطراف المتدخلة في هذا الحقل مسؤولية الاختلالات التربوية والتعليمية التي آلت اليها المنظومة ببلادنا. ثم طرح آليات المعالجة الفعالة للعوائق من خلال نظرة شمولية لإصلاح التعليم تتوخى الاهتمام بالثالوث المتقدم ذكره. وقد انصب تدخل الأستاذ رشيد الجرموني، باحث في علم الاجتماع، على الغوص في اشكالات التعليم بوضع الأصبع على الداء عندما طرح سؤالين، ماذا نريد من منظومتنا التربوية؟ وما مواصفات الخريج؟ ليخلص الى أن أزمة التعليم هي أزمة قيم يعيشها المجتمع. ولم يترك الفرصة تفوته في هذه الندوة ليشير إلى خطورة الانفصام بين التعليم الثانوي والتعليم الجامعي باعتباره صيرورة متكاملة للمنظومة التربية، دون أن ينسى ذكر بعض تجارب "دول العالم الثالث" التي استطاعت الإقلاع بتعليمها نحو الأفضل. أما مداخلة الأستاذ محمد سعيد الصمدي، المكون بالمركز التربوي الجهوي بطنجة، فقد ركزت على الازدواجية اللغوية التي يعيشها التلميذ المغربي بحيث يساهم فيها كل من الأسرة والإعلام قبل المدرسة، فيجد نفسه مُستلب الشخصية والهوية. واعتبر أن اللغة العربية قادرة على أن تكون لغة العلوم والتكنولوجيا والحداثة، كما لم يغفل اللغة الأمازيغية كمكون أساسي للهوية والثقافة المغربية، ثم دعى إلى عقلنة التعدد اللغوي بترسيخ اللغة الأم أولا في التعلم قبل اكتساب مبادئ اللغات الأخرى. وأبدى الحضور في هذه الندوة تفاعلا مع موضوعها الذي انعكس من خلال المناقشة والتدخلات والتساؤلات المطروحة. وبقدر ما أكدت على تعقيد المنظومة التربوية، أكدت على ايلاء هذه المنظومة قدرا كافيا من الأهمية. وفي المساء كان التلاميذ والتلميذات على موعد مع حفل تكريم المتفوقين حيث تم تكريم 220 تلميذا وتلميذة حصلوا على معدل عام يفوق 17 بالسلكين الثانوي الإعدادي والتأهيلي من ست وثلاثين مؤسسة عمومية وخصوصية، وأعلى معدل هو 19,30 حصل عليه التلميذ عمر النجام، أولى باك علوم رياضية من ثانوية ابن الخطيب، تليه إيمان أبو الستة، جذع مشترك علوم من ثانوية ابن طفيل بمعدل 19,29، أما الرتبة الثالثة فكانت من نصيب مريم الحبوش من إعدادية إبن تومرت، الثالثة إعدادي، بمعدل 19,28. وقد حافظت دعاء أحمدون من ثانوية أبي العباس السبتي على رتبتها الأولى في مستوى الثانية باك علوم رياضية بمعدل 19,00. ووزعت 19 جائزة قيمة على الثلاثة الأوائل من كل مستوى دراسي بحضور مكثف لأمهات وآباء التلاميذ وعدد من الأطر التربوية والعاملين في الحقل التربوي. كما تميز ملتقى هذه السنة بمساهمة ودعم بعض الجمعيات ومدارس التعليم العالي الخاص في طنجة حيث التزمت إحدى المؤسسات بإعطاء ثلاث منح دراسية تخص الماستر أو دبلوم مهني للمتفوقين الذين شاركوا في الملتقى؛ وتخلل الحفل شذى ألحان فرقة السراج المغربية التي شنفت مسامع الحاضرين بلوحات انشادية صفق لها الجمهور بحرارة. والجدير بالذكر أن عدد التلاميذ المشاركين في ملتقى هذه السنة قد تضاعف مقارنة مع السنة الماضية.