توفي مهاجر سري يوم الثلاثاء 31 يناير 2012 في محطة الشمالية للقطار الواقعة وسط المدينة جراء البرد القارص الذي يعصف بالقارة لأوروبية وخاصة بلجيكا بحيث تتراوح درجة الحرارة الدنيا إلى 6درجات تحت الصفر في انتظار الأيام القادمة التي ستصل إلى أقصى المعدلات الدنيوية. وجراء وفاة المهاجر الذي ما تزال هويته مجهولة بسبب تستر السلطات عن الحادث وتفادي تسريب أية معلومات تخص الموضوع للإعلام. نظرا للظروف العصيبة التي تعيشها البلاد من الأزمة العالمية وتفشي البطالة والفقر والمظاهرات وظاهرة الطبقة الفقيرة وهي الشريحة الأكثر تأزما من مواطنين بلجيكيين المتشردين وخصوصا المهاجرين السريين الذين يعيشون أزمة اقتصادية وصحية وكذالك مشاكل إثبات الهوية. وسرعان ما قامت السلطات البلجيكية بإيواء المواطنين البلجيكيين في الفنادق بكل أصنافها بالعاصمة بروكسيل التي تظهر فيها ملامح التشرد. وبينما لم يحظى المهاجرون بنفس الامتياز، حيث قامت السلطات بنقلهم على وجه السرعة بعربات الجيش حسب شاهد عيان من المهاجرين إلى مراكز الاستقبال المؤقت قبيل الزيارة المفاجئة لوزيرة الهجرة الجديدة "ماكي بلوك " لتفقد أحوا ل المهاجرين أمام لإعلام من الصحافة السمعية والبصرية والمكتوبة لأول نشاط للوزيرة بعد توليها الحقيبة الوزارية. غير أن الوزيرة سرعان ما غادرت المركز بمجرد تلقيها استفسارات من المهاجرين الذين لم يترددوا من استجوابها عن أوضاعهم الغير الإنسانية التي يعيشونها. لم تجب الوزيرة وفضلة الهروب ،علما أنها صرحت قبيل تعينها وزيرتا للهجرة تتهم فيها المهاجرين بالسرقة واعتبرتهم لصوصا ومزورين وأنهم شريحة عاهة على المجتمع وعلى أنهم غير مرغوب فيهم على التراب البلجيكي. وكانت المفاجئة متوقعة حسب شاهد عيان من المهاجرين السريين مغربي الأصل يقول بأن الظروف القاسية التي يعيشونها كل يوم في صراع مع حياة التشرد والظروف ألا إنسانية التي يعاملون بها من طرف السلطات البلجيكية والمجتمع فإنها تدوس على كرامتهم التي لا يملكون سواها. بحيث سرعان ما وجيدو في الشارع مجددا ليوم غد و استنتج المهاجرون بأن إيوائهم لليلة واحدة لم يكن إلا من أجل ضجة إعلامية سابقة لبداية احتجاجات المزمع التحضير لها من طرف ناشطين جمعوين. فلم تكن زيارة وزيرة الهجرة لتفقد أحوال المهاجرين أكثر ما هي إلا دعاية إعلامية لطمأنة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية. فإلى متى سيبقى المهاجرون ضحية الاستغلال لحسابات سياسية على حساب كرامتهم الإنسانية؟