علم من مصادر مقربة أن مطار ابن بطوطة الدولي بطنجة قد عرف صبيحة الثلاثاء 22 نونبر الجاري استنفارا أمنيا غير مسبوق بسبب اكتشاف الكلاب المدربة التابعة للدرك الملكي لكمية كبيرة من مخدر الشيرا قدرت بحوالي 140 كلغ كانت معدة للتهريب الدولي عبر المطار في اتجاه بلجيكا. و حسب المعطيات الأولية التي استقتها الجريدة من عين المكان ، فإن الكمية المحتجزة كانت مدسوسة بعناية داخل أربع حقائب أمتعة متوسطة الحجم مجهولة الهوية و لا تتوفر على أي لاصقة قد تشير إلى المصدر سعة كل حقيبة حوالي 35 كلغ ، و ذلك في انتظار إرسالها على متن الطائرة المتوجهة نحو العاصمة البلجيكية بروكسيل، و هي طائرة كبيرة من نوع بوينغ 737 G و ذلك حوالي الساعة السادسة صباحا حسب رقم الرحلة AT 682 . الغريب في الأمر أن الحقائب الأربعة المحتوية على كمية المخدرات المحجوزة تمكنت من تجاوز أربعة أجهزة للسكانير الخاصة بمدرج الإقلاع رقم 2 دون أن تتمكن عناصر المراقبة من اكتشافها لتصل و بكل يسر إلى مرحلة الشحن النهائية على متن عربة نقل الأمتعة استعدادا لاستقرارها بقلب الطائرة .و إلى ذلك فقد فتحت السلطات الأمنية العليا تحقيقا موسعا حول الحادثة باستماعها لعدد من مستخدمي المطار بمشاركة كبار الأمنيين التابعين لمختلف الأجهزة المعنية بحضور مركز التشخيص القضائي التابع للدرك الملكي و الشرطة العلمية في محاولة منهم لفك لغز هذه العملية التي وصفت ب "الفضيحة الأمنية" بعدما تمكن المهرب أو المهربون المفترضون من اختراق الكاميرات الأمنية و أجهزة السكانير و المراقبة المشددة بالمطار ليصل إلى قلب هذه المنشأة الإستراتيجية الهامة بكل سهولة ما يفسر إمكانية التواطؤ الداخلي وما خفي كان أعظم... و تأتي هذه العملية بعد عملية أولى مشابهة حين أوقفت عناصر الجمارك بنفس المطار المذكور يوم الأربعاء 12 يناير الماضي مواطنا وبحوزته كمية من مخدر الشيرا (القنب الهندي) تقدر بحوالي أربعة كيلوغرامات مدسوسة بإحكام داخل حقيبة صغيرة في وقت كان قد سحب حقائب أمتعته من الطائرة من اجل العودة إلى طنجة بعد اتخاذه قرارا مفاجئا بإلغاء السفر لتأخر طائرة الساعة السابعة و عشرين دقيقة صباحا التي كانت متوجهة إلى مطار باريس أورلي عن موعد الإقلاع بأكثر من ثلاث ساعات. حيث تمكن المتهم ساعتها من الولوج بكل سهولة إلى مدرج الإقلاع و الصعود إلى الطائرة متخطيا كل الحواجز الأمنية و أجهزة المراقبة إلى المطار صحبة المخدرات...الشيء الذي يفرض الكثير من الإصلاح و العمل من أجل إعادة ترتيب الأوراق الأمنية داخل هذه المنشأة الإستراتيجية الحدودية الهامة التي كثرت فضائحها الأمنية في الآونة الأخيرة كما أن الأمر أصبح يستلزم و بدون أي تأخير ضرورة إحداث حركة انتقالية أمنية عاجلة في صفوف بعض رجال الأمن و الجمارك ممن قضوا أكثر من ثلاثة عقود بنفس الموقع دون أن تطالهم يد التغيير بشكل أصبح يثير أكثر من علامة استفهام... المنعطف