قبعت مدينة وزان الجميلة في كهوف النسيان لسنين طويلة لولا الالتفاتة المولوية الكريمة التي أعطتها قيمة مضافة ونفسا جديدا ، جعلت معظم الأطياف السياسية يتهافتون للنيل من خيراتها مستغلين في ذلك ضعف التأطير السياسي والجمعوي في غياب رأي عام محلي وازن وغير موجه.. ، يضع حدا لتلك الصراعات التي بدأت قبل الأوان ، لاسيما بعدما أضحت أخبار المدينة تتصدر أعمدة الصحافة الوطنية والتي أثارت ضجة كبيرة في المدينة ، واحتار المواطن الوزاني من هو على صواب من تلك الأطياف المعروفة في المدينة ، منها من يغني خارج سربه ليركب قطار التغيير دون تذكرة على حساب شباب يطالب بالإصلاح لمحاربة الفساد ، ومنها من تركب موجة التغيير.. ، فأين كان هؤلاء قبل 20 فبراير؟ فالمواطن الوزاني يريد مدينة بدون ألوان ، تنأى عن كل الحسابات والصراعات السياسوية الضيقة التي لا تخدم مصلحة المدينة ، بقدر ما تبحث عن استغلال المد الجماهري التواق للتغيير وجعله يتخندق في صراعات لا يعرف أولها من آخرها . ولأن هذه الأطياف المتسللة بعدما أحست بسحب البساط من تحت أقدامها تحاول احتواء ثورة الشباب التي قامت من أجل صنع التغيير لترسيم ملامح مستقبل طال انتظاره . فالمواطن الوزاني يعي جيدا أن هذه الأطياف جزء من الفساد وعامل أساسي في صنعه، موبوءة بالعقد الإديولوجية والتعصب ، دفعتها هواجسها وخوفها من أن يفوتها الركب الجلل فأبت على نفسها أن تركب قطار التغيير متسللة بدون تذكرة .