مستجدات التغيير وآفاقه، قضايا الأمة وهمومها، واقع الحركة الطلابية ومستقبلها، مواضيع تركزت عليها أشغال الملتقى الوطني الطلابي في نسخته الثانية عشر بمشاركة طلابية من داخل المغرب وخارجه، والتي شهدت تفاعلا جماهيريا كبيرا وامتدت طيلة أسبوع -من 18 إلى 23 أبريل 2011- في ضيافة جامعة الحسن الثاني المحمدية. وفود وطنية وأجنبية وشخصيات تشارك في مهرجان افتتاح الملتقى حطت رحال الوفود المشاركة في الملتقى مع إطلالة الأسبوع الممتد بين 18 و23 أبريل الجاري لتفتتح فعاليات الملتقى بورش إعدادي انخرطت فيه بكل قوة وفاعلية لعرض برامج عملها عبر أروقة زينت كليتي العلوم ولآداب المحمدية، أروقة وإبداعات تعالج قضايا دولية وعربية ومحلية وطلابية، ونقاشات وحلقات وتواصل وتفاعل مع الجماهير. وبعد استكمال الإعداد وعرض الأروقة وكافة الترتيبات انطلقت فعاليات الملتقى عشية الإثنين بكلية العلوم بن امسيك بمشاركة وفود طلابية من داخل الوطن من أطر وهياكل الاتحاد وشبابية مجتمعية من الداعمين للحراك الوطني، ومن خارج الوطن من ليبيا والجزائر وتونس وفلسطين، وقدماء عن الحركة الطلابية مثلهم الإثنا عشر محررا الذين قضوا بحكم جائر 20 سنة خلف القضبان ضريبة العمل الطلابي الجاد الذي أراد بالأمس التغيير ويبصم اليوم بصمة جديدة في مسار نضال جديد نحو التغيير. التعليم الجامعي بين تبعات الاستبداد ومواقف النخبة بهذا العنوان افتتحت فعاليات اليوم الثاني من الملتقى في ندوة أطرها كل من الأستاذ نور الدين الملاخ متحدثا عن الدور الرائد الذي يلعبه التعليم في تخريج رجالات الأمة، ومشخصا الوضع التعليمي المغربي والذي خلص إلى أنه في أزمة تستفحل يوما بعد يوم وأنها متشابكة ابتداء من المنطلقات والغايات، مرورا بالمناهج والبرامج التربوية المعتمدة ووصولا إلى الوسائل المادية والبشرية، طارحا في الختام مجموعة من الحلول المقترحة، والدكتور ادريس القصوري الذي استهل مداخلته بالاشارة إلى نخبوية التعليم المغربي، وتقسيم البرامج التعليمية المعتمدة ببلادنا إلى ثلاثة أقسام تعليم للفقراء وتعليم للنخبة وتعليم لخاصة الخاصة. الكتاب العامون للاتحاد يستعرضون مسار النضال الطلابي منذ تأسيس الكتابة العامة الأساتذة: حسن بناجح، محمد بنمسعود وعبد الرحيم كلي استقبلتهم الجماهير الطلابية بحفاوة في لقاء تواصلي جمع الماضي بالحاضر في تاريخ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث تطرق الضيوف لتجاربهم النضالية من داخل اوطم، فكانت البداية مع سياق وملابسات تأسيس لجنة التنسيق الوطني التي رسمت معالم فعل طلابي منظم ومهيكل على الصعيد الوطني، تنظيم تحققت بفضله مجموعة من المنجزات راكمتها هياكل الاتحاد بواسطة معارك نضالية تاريخية، وهو ما عبرت عنه الجماهير الحاضرة بشعاراتها المحيية للقيادة الوطنية، ولفعلها النضالي الذي وضع لبنة التغيير بتأسيس هياكل القيادة الوطنية، وترشيد الفعل الطلابي تخطيطا وتوجيها وبرمجة وتنفيذا. العلماء.. ميراث النبوة ومسؤولية التاريخ وفي صباح اليوم الثالث كانت الكلمة للعلماء الذين فصلوا في دورهم أفرادا وجماعات في التغيير، حيث أكد كل من السادة العلماء الدكاترة عبد العالي المسؤول ومحمد عز الدين توفيق وإدريس مقبول على أن العلماء ورثة النبوة وقادة الأمة نحو التغيير، وأن مسؤوليتهم اتجاه شعوبهم تستوجب منهم دعم إرادة الأمة في إسقاط الاستبداد واستكمال مسيرة التحرير مع ترشيد جهودها وطمأنتها وتصحيح مسارها، وفقه واقع الأمة ليكون تنزيل مقاصد الشارع الحكيم على الوفق الذي وضعت له بالأصل، تأكيدا لصلاحية الشريعة ومراعاتها لأحوال المكلفين. مسيرة طلابية ومهرجان تضامني تجسيدا لروح الوفاء ودرب العطاء خرج الطلاب في مساء اليوم الثالث في مسيرة احتجاجية انطلقت من كلية الآداب وصولا إلى كلية العلوم في إطار الحراك الطلابي والشبابي المطالب بالتغيير نحو العدل والكرامة والحرية، لتنطلق بعدها جلسة مفتوحة مع العديد من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال العهدين "قديمهما" و"جديدهما" عن معتقلي العدل والإحسان السبعة بفاس، ومعتقلي الحركة الطلابية 12 الذين قضوا 20 سنة سجنا ظلما وعدوانا، وعن المعتقلين السياسيين الستة، وعن ما سموا بمعتقلي "السلفية"، وبحضور فاعلين وناشطين في مجال حقوق الإنسان، الحوار لا صوت يعلو بعد اليوم فوق صوت الشباب جاء هذا العنوان والشعار ضمن مداخلة في ندوة حوارية تجاوزت الحدود الجغرافية بمشاركة شباب من المغرب مثلهم الأستاذ ميلود الرحالي، والجزائر ممثلين في الأستاذين عبد الحميد العثماني وعبد الحكيم شلالقة، وتونس في اتصال هاتفي مع سمير إرديس، وفلسطين مع رئيس اتحاد الطلبة المقدسيين الطالب طاهر الديسي، لتجسد في نقاش شبابي قوة الشباب العربي وعطاءهم وفاعليتهم في الحراك المجتمعي ودورهم في التغيير، ويزيدها تفاعل الجماهير الطلابية الحاضرة ونقاشاتهم ومداخلاتهم المسائلة والمستوقفة للمؤطرين في عدد من المواضيع الحساسة. الطلاب والشأن السياسي في ندوة "النقاش الدستوري في المغرب" أطر الندوة نخبة كل من الأساتذة عمر أحرشان عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، وعبد الكريم كريبي عضو الأمانة العامة لحزب الأمة، وعبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عبر الهاتف، والذين عبروا في مداخلاتهم عن واقع الشأن السياسي بالمغرب، والواقع المتأزم الذي تتخبط فيه المؤسسات الحزبية والرسمية، كما شارك في الندوة طلبة باحثون في العلوم السياسية، وتفاعلت معها الجماهير الحاضرة، معبرين عن واقع مغرب المخزن في ظل عهود الدساتير الممنوحة التي تقدس الحاكم وتدوس المحكوم. الثورات العربية وجدلية التغيير والتحرير وانطلقت فعليات اليوم الخامس بالحديث عن السياق الدولي والإقليمي للثورات العربية، وجدلية التغيير والتحرير، ودلالات حراك الشباب وإيجابياته، واستشراف آفاقه، في ندوة بعنوان "الثورات العربية بين هموم المعاش وثقل السياسة"، والتي أطرها كل من الأستاذ عبد الإله المنصوري عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لحزب الاتحاد الاشتراكي، والأستاذ عمر أمكاسو عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، والأستاذ إدريس القاصوري عضو النقابة الوطنية للتعليم العالي، معبرين في تفاعل كبير مع الجماهير عن مستقبل العالم العربي الرشيد بفعل وقوة وطرح وعزيمة شبابه المناضل والصامد، وعطائه الوازن الذي يجسد قمة الوعي وقوة الشخصية. "غزة بعيون من زارورها" شخصيات مغربية تحكي بطولات وشهامة الشعب الغزي في مهرجان يجسد حضور القضية الفلسطينية ومركزيتها في أشغال وأنشطة الاتحاد استقبلت الجماهير الطلابية كلا من الأستاذين عبد الصمد فتحي أحد المشاركين في أسطول الحرية الذي تعرض للاعتداء الصهيوني وهو في طريقه من تركيا لفك الحصار عن غزة، وعبد العزيز أدني المشارك في أسطول شريان الحياة 5، ليحدثاها عن بطولات الشعب الغزي وحفاوة الاستقبال وعظيم التقدير الذي يكنونه للمغاربة، كما تقدم في نفس اللقاء بمداخلة حول القدس الطالب عبد الحميد اشلالقة عضو رابطة شباب من أجل القدس والقيادي في الاتحاد الحر للطلبة الجزائريين الذي يحضر فعاليات الملتقى، والطالب الطاهر الديسي الذي ربط معه اتصال مباشر من فلسطين. مسك الختام.. فن راق وإبداع متألق لخدمة قضايا التغيير شهد يوم السبت، حفلا راقيا اختتمت على إيقاعه فعاليات الملتقى الوطني 12، والذي أحيته أربع مجموعات غنائية متميزة: مجموعة رشيد غلام من البيضاء، مجموعة أبو حزم من البيضاء، مجموعة الضحى من الرباط، مجموعة الوعد من طنجة، إضافة لمساهمات شعرية، وكلمات وفقرات متنوعة، كان أبرزها توقيع بروتوكل التعاون بين الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والاتحاد العام الطلابي الحر الجزائري، وإعلان تأسيس الهيئة الطلابية لنصرة قضايا الأمة. أخيرا نذكر بأن الملتقى طوال مدته رافقته معارض للكتاب وتواصل مكثف بين المواقع الجامعية المشاركة فيما بينها من جهة وبينها وبين طلاب الموقع المحتضن من جهة أخرى عبر دردشات وحلقات تواصل كانت تفتح لهذا الغرض.