عاد الهدوء إلى السجن المدني بطنجة بعدما علق السجناء المحسوبون على ما يعرف بالسلفية الجهادية احتجاجاتهم على ما أسموه تماطل السلطات المعنية بالتعامل مع مطالبهم بالحزم و الجدية، وكان هؤلاء إسوة بزملائهم في مختلف السجون قد انخرطوا في سلسلة احتجاجات هددوا خلالها بحرق أنفسهم وأرسلوا رسائل إلى ذويهم قالوا فيها أنهم مستعدون لكل شيء من أجل الحرية أو الشهادة من أجل حث السلطات على إعادة الاعتبار لهم، مادام أنهم حسب قولهم سجناء الرأي و ليس سجناء الحق العام ، ويطالب سجناء السلفية الجهادية بإطلاق سراحهم بدون شرط أو قيد. واتهم العديد منهم أن مخابرات "العنكيري"حسب زعمهم بإدخالهم السجن عقب أحداث الدارالبيضاء الإرهابية ل16 ماي 2003 تحت طائلة قانون الإرهاب ، وأن العديد منهم بقولهم لا علاقة لهم بدم الأبرياء و بأعمال الإرهاب ، البعض يرى أن الأخبار التي تسربت عن قرب إطلاق سراح بعض المعتقلين من خلية "بلعيريج" وإقصاء سجناء السلفية الجهادية من عملية السراح هي التي عقدت الأمور و جعلت العديد منهم يتمردون في مختلف سجون المملكة ، و تعلق أسر هؤلاء أمالا كبيرا على ظهور حركة 20 فبراير وبالمضامين التي وردت في الخطاب الملكي ل 9 مارس الأخير و التي أعلن فيها الملك محمد السادس نصره الله عن إجراء إصلاحات دستورية و دسترة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة ، من أجل إيجاد حل لوضعية قانونية لطي صفحة سجناء السلفية الجهادية، وتخاف مصادر حقوقية أنه في حالة بقاء الوضع على حاله بعدم إيجاد حل للمشكل من أن تتحول السجون إلى مكان لحزب سري لمعتقلي السلفية الجهادية و سيتغذى من الأفكار التطرفية للبعض منهم . وفي رسالة منسوبة له بعث بها محمد الفيزازي من داخل سجن "ساتفيلاج" قال الشيخ الفيزازي انه لا يجوز المطالبة بإسقاط النظام في المغرب أسوة بما حدث في عدد من البلدان العربية، واعتبر الوقوف إلى جانب الدولة وملك البلاد في هذه الظروف «واجبا وطنيا». ووصف الفيزازي المحكوم عليه بالسجن 30 عاما بتهمة التحريض على العنف، الملك محمد السادس بأنه «الثائر الأول على الظلم»، وأنه «يشكل استثناء بين الملوك والرؤساء، لأنه في مقدمة المتمردين على الفساد والمفسدين»، على حد تعبيره، وتتزامن هذه التصريحات مع تردد أنباء عن قرب الإفراج عن شيوخ السفلية الجهادية المعتقلين، الذين لم يتورطوا بشكل مباشر في قضايا العنف والإرهاب، كما تأتي بالتزامن مع شروع معتقلي السلفية الجهادية بمختلف السجون في الاعتصام، والتمرد، للمطالبة بالإفراج عنهم، في سياق التحولات السياسية التي يشهدها المغرب.