ليس عيبا أن نرى اليوم أحزابا تمد يدها لاحتضان شباب 20 فبراير، لكن علينا أن نتساءل لماذا؟ ما هو السبب في تأخير هذه الأحزاب في اقتسام الشباب همومه، والعيش بجانبه في كل آلامه؟ الم تكن هذه الأحزاب تعيش في ضفة والشباب في ضفة أخرى؟ ما هو السبب الحقيقي في عزوف الشباب على الانخراط في الأحزاب السياسية؟ ما هو السبب في عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات؟ كثير منهم تراهم يلهثون في الحملة الانتخابية دون أن يكون مسجلا في اللائحة الانتخابية، طبعا هناك أمراض حقيقية تنخر أجسام أحزابنا، فبماذا نفسر إقبال بعض الأحزاب السياسية على منح التزكيات لوكلاء لوائح دون أن تكون لهم قاعدة انتخابية؟ هل بإمكان الأموال أن تأتي بمقاعد لهذا الحزب أو ذاك وتكون مقاعد سليمة صحيحة؟ بماذا نفسر إقبال وكلاء لوائح على وضع أسماء لا تعرف حتى مقر الأحزاب التي ترشحت باسمها؟ هل بإمكان هذه اللائحة أن تحصل على نتائج ايجابية إذا تبين أن العديد من هذه اللائحة تقوم بحملة انتخابية لفائدة لوائح انتخابية أخرى للخصم السياسي؟ إنها مهازل سياسية لا تنتج عنها إلا مجالس مغشوشة. إنها مهازل سياسية لا تخدم البلاد في شيء بل تؤدي بالمجالس لان تكون عشا للفساد، ولعل ما أطلعني عنه بعض المرشحين انه كان في لائحة مع احد أبناء حيه وكان هدا الأخير يحث الناخبين على التصويت عليه لا على صديقه مع العلم أنهما في لائحة واحدة، فكيف تم وضع هذه اللائحة دون الانتباه للمؤهلين من المناضلين الحقيقيين.؟ فهكذا يرفع هؤلاء الدخلاء على هده اللوائح شعار(قلوبنا معكم وسيوفنا مع معاوية) فلا يعقل أن تكون اللائحة الانتخابية تتوفر على طفيليات تعمل في الخفاء لصالح لوائح أخرى وتحصل على أغلبية مريحة تساعدها على تنفيذ برنامجها الذي سطرته وعرضته على ناخبيها في الحملة الانتخابية. فعلى بعض الأحزاب السياسية أن تعود لرشدها، لقد حان الوقت لينخرط الجميع في بناء هدا الوطن، فكفانا من مجالس مغشوشة لا تعبر عن إرادة الناخبين، كفانا من اللوبيات التي تسبح ضد تيار التنمية، كفانا من الدين لوثوا سمعة الأحزاب مقابل أغراضهم الدنيئة، كفانا من تغيير الجلابيب من اجل المصالح الشخصية، على الأحزاب أن تراجع حساباتها وتطور آلة اشتغالها.