استغرب الإسبان حضور كاتب الدولة الفرنسي في الشؤون الأوربية بيير لولوش/ خلال اجتماع داخل مقر الاتحاد الأوربي ببروكسيل أول أمس الاثنين، ضم المغرب ومسؤولين آخرين بالاتحاد من أجل تدارس العلاقات بين الرباطوبروكسيل بالتزامن مع التطورات الأخيرة التي عرفتها قضية أمينتو حيدر. وأشارت أغلب التعليقات الإسبانية إلى الحضور الفرنسي في هذا الاجتماع بالرغم من أن «فرنسا لم تكن ملزمة» بحضور مثل هذا الاجتماع، لأنه يتعلق بلقاء عمل للترويكا الذي من المفترض أن يحضره رئيس الاتحاد الأوربي الحالي، وهي السويد، وممثل الدولة التي ستتولى الرئاسة الأوربية ابتداء من فاتح يناير المقبل، وهي إسبانيا. وبدا، من خلال تعليقات بعض وسائل الإعلام الإسبانية على حضور بيير لولوش، أن بعض الجهات الإسبانية المعادية للمغرب لم تستسغ حضور فرنسا في هذا اللقاء خاصة عندما أعلن وزيرها عن دعمه للمغرب وعن أهمية تمتين علاقات الاتحاد الأوربي مع هذا البلد الشمال إفريقي. وقال لولوش «أشارك اليوم في الندوة الثامنة بين الاتحاد الأوربي والمغرب من أجل إبراز الأهمية التي توليها فرنسا للعلاقات بين الرباطوبروكسيل». وعندما سألت وكالة الأنباء الإسبانية «أوربا بريس» بعض الديبلوماسيين الفرنسيين عن سبب حضور فرنسا في هذا الاجتماع، الذي حضره، عن المغرب، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، أجابوا بالقول «نحن بلد مؤسس للاتحاد الأوربي وفي نفس الوقت الشعب المغربي صديق قديم جدا لفرنسا». وخلافا لبعض الأصوات الداعمة للانفصالية أمينتو حيدر وخاصة بإسبانيا، والداعية للاتحاد الأوربي إلى إعادة النظر في علاقاته مع الرباط، قال كاتب الدول السويدي في الشؤون الخارجية فرانك بيلفراغو والذي ترأس بلاده الاتحاد الأوربي، إن بروكسيل تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا، وعبر عن أمله في أن تتقوى هذه العلاقات أكثر خلال فترة الرئاسة الإسبانية. وفي الوقت الذي مازالت تواصل فيه الانفصالية أمينتو حيدر إضرابها عن الطعام، وتواصل تمسكها برفض أي كشف طبي مضاد من أجل معرفة وضعيتها الصحية، عمدت الآلة الدعائية الانفصالية للبوليساريو إلى استغلال طفليها لاستدرار عطف المجتمع الدولي بعدما تبين فشلهم في تحقيق مآربهم باستعمال آلية الإضراب عن الطعام. فقد نشرت، أمس الثلاثاء، صحيفة «إلباييس»، رسالة موقعة باسمي ابني أمينتو حيدر، حياة البالغة من العمر 15 سنة، و محمد 13 سنة، والموجهة إلى ما أسمته الرسالة ب«الضمير الإنساني». وجدد الناطق الرسمي باسم الحزب الشعبي المعارض بكونغرس النواب الإسباني غوستافو دي أريستيغي، دعوته إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب. وقال أريستيغي «إن المغرب يشكل جزءا من مصالح إسبانيا ومهم أن تكون علاقتنا جيدة معه، ولكن ليس بأي ثمن»، مضيفا أنه عندما يحدث شيء قد يشكل تهديدا لهذه العلاقات مثل ما وقع فيما يخص حالة الانفصالية أمينتو حيدر، فإنه «يتعين على السياسي الإسباني، وخاصة إذا كان مسؤولا حكوميا، أن يكون واعيا بأن واجبه الأول هو الدفاع عن إسبانيا ومصالحها». وبالمقابل، هناك دعوات من أحزاب يسارية صغرى بمقاطعة المغرب، بل إن حزبا يساريا كاطالانيا دعا إلى استدعاء سفير إسبانيابالرباط من أجل التشاور.