أكد أعضاء في مجلس جماعة أزلا بولاية تطوان، استقالتهم من حزب الأصالة والمعاصرة. وقال هؤلاء، في رسالة وجهوها إلى محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إنهم قرروا الاستقالة من جميع أجهزة الحزب التنظيمية، بسبب قناعاتهم، التي لم تعد تساير التوجه العام لسياسة الحزب. ومن المنتظر أن يلتحق المستشارون المستقيلون، رسميا، بحزب التقدم والاشتراكية، حسب مصادر مقربة من الأخير. ويعيش الأصالة والمعاصرة على صفيح ساخن، في الظرفية الراهنة، التي تسبق التصويت على الدستور الجديد، في فاتح يوليوز المقبل. وعلمت “الصباح” أن فروع الحزب ببعض الأقاليم والجهات أصبحت “تغلي”، بالتهديدات بالاستقالة الجماعية، التي ارتفعت وتيرتها بشكل أصبحت تُقلق قيادة الحزب، التي تسعى إلى ضبط الأمور، قبل أن تستفحل الأوضاع. وبرزت الأزمة داخل فروع الحزب، بسبب تخوفات عدد من المستشارين ومنتخبي الحزب، من عدم الحصول على التزكيات، خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهو ما يفسر المعارضة القوية التي يواجهها عدد من الأمناء الجهويين للحزب في عدد من الجهات. وزادت تبعات تركيبة المجلس المستشارين، التي تقلصت، على ضوء الدستور الجديد، من تعقيدات الأزمة، إذ أعلن عدد من المستشارين عن رغبتهم في الاستقالة من مجلس المستشارين للترشح للانتخابات التشريعية، لكن مشكل التزكية يشكل هاجسا لهم، إذ أن حرمانهم منها قد يُلقي بهم خارج المؤسسة التشريعية. وبدت تخوفات أعضاء الحزب من الدور الموكول إلى الأمناء الجهويين للحزب، أكثر وضوحا، بعد طلب الاستقالة التي تقدم بها فؤاد عالي الهمة من رئاسة لجنة الانتخابات. ويتخوف عدد من أعضاء الحزب ألا ينالوا التزكيات للترشح للانتخابات التشريعية، بسبب المساطر التي قد يعتمدها الجيل الجديد من الأمناء الجهويين، والتي ترتكز، بالخصوص، على اختيار المرشحين الذين يستوفون شروط النزاهة، والاستقامة، والمستوى الثقافي. وبادر أعضاء في حزب الأصالة والمعاصرة، أخيرا، إلى تحرير عرائض تطالب باستقالة الأمناء الجهويين ببعض الجهات، على غرار جهة مكناس تافيلالت، ودكالة عبدة، والدار البيضاء، والحسيمة تاونات، غير أن المكتب الوطني للحزب تدخل لإخماد نار الحرب المشتعلة في الفروع، مغلبا مسطرة التوافق والصلح، لمعالجة حرب التزكيات. وأدت استقالة فؤاد عالي الهمة من اللجنة الوطنية للانتخابات التابعة للحزب إلى أزمة، إذ طرحت سؤال الدور الموكول للأمناء الجهويين، الذين منح لهم الهمة مكانة محورية في ما يتعلق بالسياسة الحزبية على المستوى الجهوي. وتساءلت مصادر»الصباح» عما إذا كانت التهدئة التي تحققت داخل «البام»، أخيرا، تمت على حساب مكانة الأمناء الجهويين للحزب.