بعد مرور سنتين على دخولي غمار العمل السياسي كمستشارة جماعية بجماعة مرتيل الحضارية, قررت أن أضع بين أيديكم بعض الخلاصات المستوحاة من تجربتي المتواضعة التي بدأت مباشرة بعد الانتخابات الجماعية ل 12 يونيو 2009, المحطة التي أفرزت مشاركة شبابية و نسائية مهمة مما ساهمت في تغيير وجه الجماعات المحلية, ليس من حيث الشكل فقط و لكن من حيث الإضافة النوعية التي استطعت الفئات الشابة و النسائية تحقيقها لصالح تدبير الشأن المحلي ... في الحقيقة, رغم قلة الخبرة و ضعف تجربتي في مجال السياسي إلا أنني منذ البداية حرصت على تطوير إمكانياتي و اكتساب الخبرات في تدبير الشأن المحلي, لاقتناعي بأهمية الشباب عامة و المرأة خاصة بدخول عالم السياسة و ضرورة المشاركة و الحضور الفعلي في مراكز أخذ القرار و تدبير الشأن المحلي, فالمهمة ليست بالسهلة و لكن كذلك ليست مستحيلة ... قرار ركوبي قطار التحدي و الدخول تجربة العمل السياسي وقبول الانخراط في التجربة الجماعية كان بسبب اقتناعي بأهمية المشاركة النسائية في تدبير الشأن المحلي. و رغم فقدان عدد كبير من الشباب الثقة في العمل الحزبي و سياسي, إلا أنني انخرطت ضمن صفوف أحد الأحزاب العتيدة بالمغرب الذي يعتبر مثالا للصمود و المقاومة و النضال النبيل, و انطلقت معه أولى خطواتي التي كانت محفوفة أحيانا ببعض العراقيل و الإكراهات, لكن بالعزيمة و الإرادة استطعت التغلب عليها. دون أن أنسى أنه طوال المشوار كان هناك أناس أحترمهم ساندوني وشجعوني, أيضا الأسرة و الساكنة المحلية التي جعلني أحظى بمقعد داخل المجلس الجماعي وأشكرهم بهذه المناسبة. هنا أتحفظ كثيرا عن استعمال الكثيرين لصيغة أو مفهوم الفوز بمقعد جماعي، فالأمر لا يرتبط بالتهافت من أجل شغل مقعد و حمل صفة مستشار جماعي, وإنما المسألة تكليف ومسؤولية أكثر منها تشريف. بالنسبة إلي لقد كانت تجربتي الأولى في هذا المجال ناجحة و مميزة ولا شك أنها كذلك في حياة أي كائن سياسي, إذ من خلالها استطعت النفوذ إلى عمق المجتمع بتناقضاته و تفاصيله و تشكلت عندي رؤية واضحة و شاملة عن متطلبات و حاجيات مدينة مرتيل. كما كانت بالنسبة لي فرصة سانحة للاحتكاك بدهاليز تسيير الشأن المحلي و الوقوف على حقائق كانت غامضة و مبهمة, و التي قررت في وقت من الأوقات مشاركتها مع باقي المهتمين بتسيير الشأن المحلي بمدينة مرتيل, لتفادي تداول المعلومات المغلوطة و تسريب الأرقام الخاطئة عن حجم الميزانيات و الفائض و المشاريع التنموية و غيرها. خصوصا و أن هناك جهات كانت تحاول دائما الترويج للمعطيات التي تتماشى مع خطاباتها السياسية دون غيرها, و ذلك من أجل تجميل صورتها أمام الرأي العام, مع العلم أن الحصول على المعلومة الصحيحة أصبح حق مشروع للجميع ... و بخصوص الحيثيات التي أحاطت بعملية تشكيل مكتب المجلس الجماعي, فهي تجربة لا أحبذ الحديث عنها, فتفاصيلها يعلمها القاصي و الداني. فرغم إعتماد مبدأ التمييز الإيجابي (الكوطا) الذي أفرز تمثيلية نسائية بمختلف الجماعات المحلية, إلا أن النساء تعرضن لمختلف أنواع الإقصاء و التهميش خصوصا خلال فترة بناء التحالفات و توزيع المهام. فمن وجهة نظري, تدبير الشأن المحلي مسألة مهمة ومعقدة، لذلك يجب وضع شروط ومواصفات جديدة ينبغي توفرها في الراغبة أو الراغب في الترشح لولوج المجلس الجماعي ومنها الكفاءة والاستقامة والنزاهة, و أن تكون اختيارات الأحزاب السياسية مناسبة ومنسجمة مع رهانات المجتمع لضمان تسيير شفاف و فعال, و جعل الجماعة المحلية وحدة مجالية تساهم في القضاء على التمييز والفوارق بين النساء و الرجال، وتسهر على التنمية المستدامة، المعتمدة على القرب، والمتمركزة حول الجنسين، وذلك بهدف جعل الرهانات المرتبطة بتفعيل ما جاء في الميثاق الجماعي رهانات مجتمعية. كما لا أوافق على التصنيفات الجاهزة كالأغلبية والمعارضة, لأنها تزكي الانقسام المجاني في الأراء حول أمور ينبغي التوافق على الصالح منها واستبعاد ما هو غير مناسب بغض النظر عن الموقع, لأن مصلحة الساكنة هي المرجع الذي ينبغي أن تنبثق منه جل قرارات واختيارات المجلس الجماعي. بالنسبة إلي كان موقفي ثابت منذ البداية لأني مؤمنة بأن المبادئ و المواقف لا تباع و لا تشترى, و خيار المعارضة كان عن اقتناع بحكم أنها أول تجربة لي بالمجلس الجماعي ... فمنذ دخولي هذه التجربة الهامة, قررت أن استغل فرصة تواجدي ضمن تشكيلة المجلس الجماعي رغم إنتمائي لصف المعارضة, للإطلاع على التسيير الجماعي، وإيجاد موقع داخل المجلس كامرأة, لأنني مؤمنة بضرورة ولوج النساء للمؤسسات السياسية لكي يكون لهن تأثير في القرارات المتخذة, و قد اعتبرت مهمتي هاته تكليفا وفرصة مواتية لمزيد من التكوين والتواصل. فعلى الشباب الراغب في الإلتحاق بالعمل الحزبي و السياسي, أقول له أنه مجال لا يتطلب خبرة سنين بقدر ما يحتاج إلى الكفاءة والاستقامة والعزيمة, فعلى الشباب أن ينخرط في العمل الحزبي و السياسي و أن يفرض تواجده و يعمل على تجديد الدماء الفاسدة داخل الهياكل الحزبية و السياسية الحالية. على الشباب أن يكون عنصرا فعالا, إذ لا يمكن تغيب الشباب عن المؤسسات المنتخبة و هو حاضر بقوة في المجتمع. كما أؤكد على ضرورة تشجيع الشباب من أجل الترشيح و التصويت و ممارسة الأداء السياسي بكل أمانة. لأنه بالفئات الشابة نساء و رجال نستطيع بناء مغرب الشباب, و بالمشاركة الفعلية نستطيع سير على درب النضال و التغيير الحقيقي و تحقيق قفزة كبرى في تاريخ المغرب ...
قمر شقور مستشارة جماعية بجماعة مرتيل الحضرية بعد مرور سنتين على دخولي غمار العمل السياسي كمستشارة جماعية بجماعة مرتيل الحضارية, قررت أن أضع بين أيديكم بعض الخلاصات المستوحاة من تجربتي المتواضعة التي بدأت مباشرة بعد الانتخابات الجماعية ل 12 يونيو 2009, المحطة التي أفرزت مشاركة شبابية و نسائية مهمة مما ساهمت في تغيير وجه الجماعات المحلية, ليس من حيث الشكل فقط و لكن من حيث الإضافة النوعية التي استطعت الفئات الشابة و النسائية تحقيقها لصالح تدبير الشأن المحلي ... في الحقيقة, رغم قلة الخبرة و ضعف تجربتي في مجال السياسي إلا أنني منذ البداية حرصت على تطوير إمكانياتي و اكتساب الخبرات في تدبير الشأن المحلي, لاقتناعي بأهمية الشباب عامة و المرأة خاصة بدخول عالم السياسة و ضرورة المشاركة و الحضور الفعلي في مراكز أخذ القرار و تدبير الشأن المحلي, فالمهمة ليست بالسهلة و لكن كذلك ليست مستحيلة ... قرار ركوبي قطار التحدي و الدخول تجربة العمل السياسي وقبول الانخراط في التجربة الجماعية كان بسبب اقتناعي بأهمية المشاركة النسائية في تدبير الشأن المحلي. و رغم فقدان عدد كبير من الشباب الثقة في العمل الحزبي و سياسي, إلا أنني انخرطت ضمن صفوف أحد الأحزاب العتيدة بالمغرب الذي يعتبر مثالا للصمود و المقاومة و النضال النبيل, و انطلقت معه أولى خطواتي التي كانت محفوفة أحيانا ببعض العراقيل و الإكراهات, لكن بالعزيمة و الإرادة استطعت التغلب عليها. دون أن أنسى أنه طوال المشوار كان هناك أناس أحترمهم ساندوني وشجعوني, أيضا الأسرة و الساكنة المحلية التي جعلني أحظى بمقعد داخل المجلس الجماعي وأشكرهم بهذه المناسبة. هنا أتحفظ كثيرا عن استعمال الكثيرين لصيغة أو مفهوم الفوز بمقعد جماعي، فالأمر لا يرتبط بالتهافت من أجل شغل مقعد و حمل صفة مستشار جماعي, وإنما المسألة تكليف ومسؤولية أكثر منها تشريف. بالنسبة إلي لقد كانت تجربتي الأولى في هذا المجال ناجحة و مميزة ولا شك أنها كذلك في حياة أي كائن سياسي, إذ من خلالها استطعت النفوذ إلى عمق المجتمع بتناقضاته و تفاصيله و تشكلت عندي رؤية واضحة و شاملة عن متطلبات و حاجيات مدينة مرتيل. كما كانت بالنسبة لي فرصة سانحة للاحتكاك بدهاليز تسيير الشأن المحلي و الوقوف على حقائق كانت غامضة و مبهمة, و التي قررت في وقت من الأوقات مشاركتها مع باقي المهتمين بتسيير الشأن المحلي بمدينة مرتيل, لتفادي تداول المعلومات المغلوطة و تسريب الأرقام الخاطئة عن حجم الميزانيات و الفائض و المشاريع التنموية و غيرها. خصوصا و أن هناك جهات كانت تحاول دائما الترويج للمعطيات التي تتماشى مع خطاباتها السياسية دون غيرها, و ذلك من أجل تجميل صورتها أمام الرأي العام, مع العلم أن الحصول على المعلومة الصحيحة أصبح حق مشروع للجميع ... و بخصوص الحيثيات التي أحاطت بعملية تشكيل مكتب المجلس الجماعي, فهي تجربة لا أحبذ الحديث عنها, فتفاصيلها يعلمها القاصي و الداني. فرغم إعتماد مبدأ التمييز الإيجابي (الكوطا) الذي أفرز تمثيلية نسائية بمختلف الجماعات المحلية, إلا أن النساء تعرضن لمختلف أنواع الإقصاء و التهميش خصوصا خلال فترة بناء التحالفات و توزيع المهام. فمن وجهة نظري, تدبير الشأن المحلي مسألة مهمة ومعقدة، لذلك يجب وضع شروط ومواصفات جديدة ينبغي توفرها في الراغبة أو الراغب في الترشح لولوج المجلس الجماعي ومنها الكفاءة والاستقامة والنزاهة, و أن تكون اختيارات الأحزاب السياسية مناسبة ومنسجمة مع رهانات المجتمع لضمان تسيير شفاف و فعال, و جعل الجماعة المحلية وحدة مجالية تساهم في القضاء على التمييز والفوارق بين النساء و الرجال، وتسهر على التنمية المستدامة، المعتمدة على القرب، والمتمركزة حول الجنسين، وذلك بهدف جعل الرهانات المرتبطة بتفعيل ما جاء في الميثاق الجماعي رهانات مجتمعية. كما لا أوافق على التصنيفات الجاهزة كالأغلبية والمعارضة, لأنها تزكي الانقسام المجاني في الأراء حول أمور ينبغي التوافق على الصالح منها واستبعاد ما هو غير مناسب بغض النظر عن الموقع, لأن مصلحة الساكنة هي المرجع الذي ينبغي أن تنبثق منه جل قرارات واختيارات المجلس الجماعي. بالنسبة إلي كان موقفي ثابت منذ البداية لأني مؤمنة بأن المبادئ و المواقف لا تباع و لا تشترى, و خيار المعارضة كان عن اقتناع بحكم أنها أول تجربة لي بالمجلس الجماعي ... فمنذ دخولي هذه التجربة الهامة, قررت أن استغل فرصة تواجدي ضمن تشكيلة المجلس الجماعي رغم إنتمائي لصف المعارضة, للإطلاع على التسيير الجماعي، وإيجاد موقع داخل المجلس كامرأة, لأنني مؤمنة بضرورة ولوج النساء للمؤسسات السياسية لكي يكون لهن تأثير في القرارات المتخذة, و قد اعتبرت مهمتي هاته تكليفا وفرصة مواتية لمزيد من التكوين والتواصل. فعلى الشباب الراغب في الإلتحاق بالعمل الحزبي و السياسي, أقول له أنه مجال لا يتطلب خبرة سنين بقدر ما يحتاج إلى الكفاءة والاستقامة والعزيمة, فعلى الشباب أن ينخرط في العمل الحزبي و السياسي و أن يفرض تواجده و يعمل على تجديد الدماء الفاسدة داخل الهياكل الحزبية و السياسية الحالية. على الشباب أن يكون عنصرا فعالا, إذ لا يمكن تغيب الشباب عن المؤسسات المنتخبة و هو حاضر بقوة في المجتمع. كما أؤكد على ضرورة تشجيع الشباب من أجل الترشيح و التصويت و ممارسة الأداء السياسي بكل أمانة. لأنه بالفئات الشابة نساء و رجال نستطيع بناء مغرب الشباب, و بالمشاركة الفعلية نستطيع سير على درب النضال و التغيير الحقيقي و تحقيق قفزة كبرى في تاريخ المغرب ...