تعليمات بتكثيف الوجود الأمني في بعض المواقع ومنع أي احتكاك بالمواطنين وإنجاز تقارير يومية أفادت مصادر مطلعة أن تعليمات صدرت، أخيرا، إلى مختلف المصالح الأمنية والقوات المساعدة والدرك الملكي تحثهاعلى تفادي الاحتكاك بالمواطنين، بموازاة مع تكثيف وجودها في بعض المناطق، وتكليف الاستعلامات العامة بإنجاز تقارير يومية. وذكرت المصادر نفسها أن التعليمات الجديدة تأتي مباشرة بعد الأحداث التي شهدتها الجمهورية التونسية، نهاية الأسبوع، وأدت إلى انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وقالت المصادر نفسها إن "انتفاضة تونس" أرخت بظلالها على المغرب، مثل باقي الدول العربية الأخرى، التي شهدت بعضها، خاصة الجزائر والأردن مسيرات احتجاجية للتنديد بارتفاع الأسعار والاحتجاج على الغلاء والفساد، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى تعليمات وجهت إلى أفراد القوات المساعدة الذين اعتادوا التدخل لمطاردة الباعة المتجولين في الأحياء الشعبية، وحثتهم على وقف حملاتهم إلى حين هدوء العاصفة، في حين صدرت تعليمات مماثلة إلى الدرك الملكي والأمن الوطني للتأهب، ووقف أي مواجهة مع الاحتجاجات التي تشهدها بعض المدن التي اعتادت تنظيم مسيرات اجتماعية. وألمحت المصادر ذاتها إلى أن منع وقفة لتونسيين وحقوقيين في الرباط تضامنا مع انتفاضة تونس جاءت في سياق الاحتياطات الأمنية، لمحاولة قطع الطريق أمام استغلالها سياسيا، خصوصا أن مغاربة حقوقيين طالما أبدوا تعاطفا مع معارضين للنظام التونسي ودعم مبادراتهم على مدى سنوات طويلة. ولم تخف المصادر نفسها تحرك مصالح الاستعلامات العامة بشكل مكثف، خلال الأيام القليلة الماضية، لرصد تحركات تدعو إلى الاحتجاج ضد الغلاء، وإنجاز تقارير مفصلة عنها، تحسبا لتطور الأمور، في حين باشرت مصالح أخرى رصد اهتمام المغاربة بأحداث تونس، إذ لاحظت أن جل زبناء المقاهي، مثلا، يبدون تعاطفا كبيرا مع "انتفاضة الياسمين"، كما أطلق عليها، تمثل في نسب المشاهدة الكبيرة لقنوات تلفزيونية عربية وأجنبية، خاصة قناة "الجزيرة" القطرية و"العربية"، و"بي بي سي" العربية، وقنوات فرنسية. ولم تنف المصادر ذاتها تكثيف عدة مصالح أمنية، في الآونة الأخيرة، وجودها في بعض المناطق الحساسة، وصدرت تعليمات بتشديد المراقبة على بعض المؤسسات العمومية، خاصة في البيضاء. وقالت المصادر نفسها إن "انتفاضة تونس" تؤرق كل الحكومات العربية، خصوصا أنها ابتدأت بمطالب اجتماعية بعد أن أحرق محمد بوعزيزي (مجاز اضطرته البطالة إلى العمل بائعا متجولا للخضر) نفسه، بعد الاعتداء عليه، قبل أن تتطور الأمور إلى مسيرات واحتجاجات اجتاحت كل المدن وانتهت بالإطاحة بالنظام التونسي.