بقلم :عبد الباري بوتغراصا عاشوراء وثقافة العنف من بين الإشكالات الجوهرية التي تعانيها الأمة الإسلامية في الفترة الحالية إشكالية المفاهيم والمصطلحات حيث سقطت هذه الأمة المسكينة بعد أن أصابها الوهن الحضاري ضحية جملة من الانتكاسات على جميع المستويات ، فمؤامرة المفاهيم والمصطلحات الغربية لا زالت تلقي بضلالها على هذه الأمة وذلك نتيجة للانبهار والإعجاب الذي تسرب إلى نفوس المسلمين بدون تمحيص ولا تدقيق . ومن بين أهم هذه المفاهيم ما يسمى بالطقوس الإسلامية التي يرددها كثير من الطلبة والأساتذة الجامعيين والناس العاديين على السواء ،إذ أن مصطلح الشعائر أو الشعيرة بات مغيبا في زمن علم الاجتماع وعلم النفس ... فإذا كانت الطقوس تندرج ضمن العادات والتقاليد والأعراف فإن الشعائر هي جوهر العبادات ومعيار التقوى لدى المؤمن يقول تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } ولعل أبرز المناسبات الدينية التي طالها الكثير من هذا الخلط هي مناسبة عاشوراء التي نعيشها هذه الأيام فلا هي من الناحية الشرعية أخذت حقها ولا من الجانب التاريخي عرفت ملابساتها واتضحت حقيقتها ، فمن المعروف كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء إلى المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم فلما سألهم قالوا : في مثل هذا اليوم نجى الله نبيه موسى وبني إسرائيل من بطش فرعون فقال عليه الصلاة والسلام : نحن أولى بموسى منكم لئن عشت العام القادم لأصومن تاسوعاء وعاشوراء وبذلك يكون هذا هو التأصيل الشرعي لهذا اليوم المبارك وأما من الناحية التاريخية فإن يوم عاشر محرم كذلك كان هو اليوم الذي استشهد فيه الحسين بن علي رضي الله عنهما على يد اليهودي عبد الله بن الجوشن حيث حز رأسه في واقعة كربلاء المأساوية ، وهنا يمكن الإشارة الى الدور اليهودي في التاريخ الإسلامي فإذا كان الروافض حسب أوثق المصادر مصدرهم عبد الله بن سبأ الذي ادعى الإسلام وبدأ يؤله علي رضي الله عنه ويلعب دور المخرب من هذا الجانب فإن النواصب كذلك تأثروا بدور اليهودي عبد الله بن الجوشن من الجانب الآخر وصاروا يمجدون يزيد بن معاوية ، وبهذا يكتسي هذا الحدث طابعا وأبعادا تاريخية ودينية متداخلة معقدة . فاليوم تبدو الصورة الإسلامية مبعثرة ومشوهة إلى درجة المهزلة ، فالشيعة في هذه الأيام يحيون الذكرى والحزن واللطم والدم والفزع يملأ الشوارع والمزارات والبيوت على المستويين الشعبي والرسمي في صورة تصل درجة البشاعة والخرافة وبعيدة كل البعد عن منهج آل البيت رضي الله عنهم ، ويصدرون هذه الصورة القاتمة الى العالم بلا خجل ، وعند أهل السنة فالصورة كذلك بعيدة هي الأخرى عن الصواب فقليل منهم من يصوم هذه الأيام بل تطغى الأهازيج والألعاب والفرح على الجو العام ، وهم بذلك سقطوا في الفخ الذي دسه النواصب في الاحتفال بهذه المناسبة على هذا النحو . لكن ما يشد الانتباه في هذه الفرحة عند أهل السنة هي تلك الألعاب المخصصة للأطفال ودور العولمة والغزو الفكري القوي فيها ، فهي بكل أشكالها وخلفياتها وأبعادها توحي وتؤكد للإنسان العادي قبل المتخصص أنها مواد مسمومة وخطيرة ، فهي بسيطة من حيث حجمها وسعرها لكن ثقيلة من حيث إديلوجياتها ومضمونها ، إذ لا تتعدى في مجملها موضوعين اثنين ما نسبته 90 في المائة من المادة المعروضة : ثقافة العنف : حيث في جولة بسيطة وتفحص سطحي بالأسواق وخصوصا المغربية تظهر الخلفية بشكل جلي فالعنف حاضر في أبعد تجلياته وهو أمر بالغ الخطورة ، فالترويج لهذا الجانب الثقافي يشكل اعتداء على الطفولة معنويا قبل كل شيىء والتعدي على حق الطفل في اللعب ، فالبندقية والمسدس والدبابة والطائرة الحربية والبارجة البحرية والسيف والدرع والبذلة العسكرية لها مجالها وأهلها ، والغريب أن هذه المنتوجات يطغى عليها الجانب النظامي للجيوش وهي الصورة التي تود تصديرها القوى الامبريالية التي تبرر الهجوم دائما بالدفاع عن النفس وحماية الأبرياء وحقوق الانسان ، وهنا تختلط الأوراق ويتيه العقل ، فما علاقة عاشوراء بهذا كله ؟ هذه ليست فرحة وإنما ضربة قاضية للطفل لمسخ هويته وبعثرة أولوياته منذ نعومة أظافره ثقافة الميوعة : كذلك نسبة كبيرة من المواد المعروضة للأطفال هي آلة الغناء والدميات والى ما هنالك من هذه المواد التي توحي الى الميوعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فما معنى تعرية الدمية وإظهارها بمظهر متبرجة ؟ أليس هذا هو التطبيع مع الميوعة والانحلال الأخلاقي ؟ ، وما معنى عرض آلة البيان والكيطار بالشكل الذي تروجه قنواة العري والإباحية ... للطفل الصغير العربي المسلم ؟ أليس هذا تشجيع على تخدير العقول وربطها بالخيال ؟ ماذا ننتضر من هذا الطفل في المستقبل ؟؟؟ قد يتوهم البعض أننا ضد لعب الأطفال وإعطائهم حقهم في ذلك ، نحن من هذا الباب نطلب إعادة النضر في ما يقدم لأطفالنا من سموم ومخدرات ثقافية ، فإذا كانت الدولة تسعى الى محاربة المخدرات فنحن نعتبر هذه المواد جزء من تلك المخدرات ويجب محاربتها ولعل أهم الأهداف التي تسعى إليها هذه المؤامرة من خلال هذه المناسبة : - إحداث مزيد من الشرخ والتصدع بين أبناء الأمة الإسلامية : سني يحتفل / شيعي حزين - إعطاء صورة سوداوية عن المناسبات الدينية الإسلامية - ترسيخ الثقافة الغربية ومحاولة التغلغل فيما هو ديني - محاولة إنتاج جيل جديد مرتبط بالخيال مهووس بكل ما هو غربي متمرد على قيمه الوطنية والإسلامية إن هذه الثقافة الامبريالية التي تود قلب الحقائق وتزييفها وجب التصدي لها وإعطاء الصورة الحقيقية لكل حدث إسلامي دينيا وتاريخيا حتى لا تختلط الأمور ونشكل بذلك وعيا حضاريا للجيل القادم نطمح في هذه الأيام المباركة أن تطغى ثقافة التسامح والحب ومزيد من التقرب الى الله بغية نيل الأجر والثواب من خلال الفرص التي يمنحه الله عز وجل للمؤمنين بين الفينة والأخرى ، وكذا الوقوف لإلقاء نضرة دقيقة عن تاريخنا الإسلامي المجيد وفهمه ومعرفة حقيقته حتى لا نسقط في الكمين الذي يضعه أعدائنا دوما لهذه الأمة نتيجة للجهل الذي ضربها من أجل المزيد من التغلغل وإحكام السيطرة. طالب جامعي بقلم :عبد الباري بوتغراصا* من بين الإشكالات الجوهرية التي تعانيها الأمة الإسلامية في الفترة الحالية إشكالية المفاهيم والمصطلحات حيث سقطت هذه الأمة المسكينة بعد أن أصابها الوهن الحضاري ضحية جملة من الانتكاسات على جميع المستويات ، فمؤامرة المفاهيم والمصطلحات الغربية لا زالت تلقي بضلالها على هذه الأمة وذلك نتيجة للانبهار والإعجاب الذي تسرب إلى نفوس المسلمين بدون تمحيص ولا تدقيق . ومن بين أهم هذه المفاهيم ما يسمى بالطقوس الإسلامية التي يرددها كثير من الطلبة والأساتذة الجامعيين والناس العاديين على السواء ،إذ أن مصطلح الشعائر أو الشعيرة بات مغيبا في زمن علم الاجتماع وعلم النفس ... فإذا كانت الطقوس تندرج ضمن العادات والتقاليد والأعراف فإن الشعائر هي جوهر العبادات ومعيار التقوى لدى المؤمن يقول تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } ولعل أبرز المناسبات الدينية التي طالها الكثير من هذا الخلط هي مناسبة عاشوراء التي نعيشها هذه الأيام فلا هي من الناحية الشرعية أخذت حقها ولا من الجانب التاريخي عرفت ملابساتها واتضحت حقيقتها ، فمن المعروف كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء إلى المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم فلما سألهم قالوا : في مثل هذا اليوم نجى الله نبيه موسى وبني إسرائيل من بطش فرعون فقال عليه الصلاة والسلام : نحن أولى بموسى منكم لئن عشت العام القادم لأصومن تاسوعاء وعاشوراء وبذلك يكون هذا هو التأصيل الشرعي لهذا اليوم المبارك وأما من الناحية التاريخية فإن يوم عاشر محرم كذلك كان هو اليوم الذي استشهد فيه الحسين بن علي رضي الله عنهما على يد اليهودي عبد الله بن الجوشن حيث حز رأسه في واقعة كربلاء المأساوية ، وهنا يمكن الإشارة الى الدور اليهودي في التاريخ الإسلامي فإذا كان الروافض حسب أوثق المصادر مصدرهم عبد الله بن سبأ الذي ادعى الإسلام وبدأ يؤله علي رضي الله عنه ويلعب دور المخرب من هذا الجانب فإن النواصب كذلك تأثروا بدور اليهودي عبد الله بن الجوشن من الجانب الآخر وصاروا يمجدون يزيد بن معاوية ، وبهذا يكتسي هذا الحدث طابعا وأبعادا تاريخية ودينية متداخلة معقدة . فاليوم تبدو الصورة الإسلامية مبعثرة ومشوهة إلى درجة المهزلة ، فالشيعة في هذه الأيام يحيون الذكرى والحزن واللطم والدم والفزع يملأ الشوارع والمزارات والبيوت على المستويين الشعبي والرسمي في صورة تصل درجة البشاعة والخرافة وبعيدة كل البعد عن منهج آل البيت رضي الله عنهم ، ويصدرون هذه الصورة القاتمة الى العالم بلا خجل ، وعند أهل السنة فالصورة كذلك بعيدة هي الأخرى عن الصواب فقليل منهم من يصوم هذه الأيام بل تطغى الأهازيج والألعاب والفرح على الجو العام ، وهم بذلك سقطوا في الفخ الذي دسه النواصب في الاحتفال بهذه المناسبة على هذا النحو . لكن ما يشد الانتباه في هذه الفرحة عند أهل السنة هي تلك الألعاب المخصصة للأطفال ودور العولمة والغزو الفكري القوي فيها ، فهي بكل أشكالها وخلفياتها وأبعادها توحي وتؤكد للإنسان العادي قبل المتخصص أنها مواد مسمومة وخطيرة ، فهي بسيطة من حيث حجمها وسعرها لكن ثقيلة من حيث إديلوجياتها ومضمونها ، إذ لا تتعدى في مجملها موضوعين اثنين ما نسبته 90 في المائة من المادة المعروضة : ثقافة العنف : حيث في جولة بسيطة وتفحص سطحي بالأسواق وخصوصا المغربية تظهر الخلفية بشكل جلي فالعنف حاضر في أبعد تجلياته وهو أمر بالغ الخطورة ، فالترويج لهذا الجانب الثقافي يشكل اعتداء على الطفولة معنويا قبل كل شيىء والتعدي على حق الطفل في اللعب ، فالبندقية والمسدس والدبابة والطائرة الحربية والبارجة البحرية والسيف والدرع والبذلة العسكرية لها مجالها وأهلها ، والغريب أن هذه المنتوجات يطغى عليها الجانب النظامي للجيوش وهي الصورة التي تود تصديرها القوى الامبريالية التي تبرر الهجوم دائما بالدفاع عن النفس وحماية الأبرياء وحقوق الانسان ، وهنا تختلط الأوراق ويتيه العقل ، فما علاقة عاشوراء بهذا كله ؟ هذه ليست فرحة وإنما ضربة قاضية للطفل لمسخ هويته وبعثرة أولوياته منذ نعومة أظافره ثقافة الميوعة : كذلك نسبة كبيرة من المواد المعروضة للأطفال هي آلة الغناء والدميات والى ما هنالك من هذه المواد التي توحي الى الميوعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فما معنى تعرية الدمية وإظهارها بمظهر متبرجة ؟ أليس هذا هو التطبيع مع الميوعة والانحلال الأخلاقي ؟ ، وما معنى عرض آلة البيان والكيطار بالشكل الذي تروجه قنواة العري والإباحية ... للطفل الصغير العربي المسلم ؟ أليس هذا تشجيع على تخدير العقول وربطها بالخيال ؟ ماذا ننتضر من هذا الطفل في المستقبل ؟؟؟ قد يتوهم البعض أننا ضد لعب الأطفال وإعطائهم حقهم في ذلك ، نحن من هذا الباب نطلب إعادة النضر في ما يقدم لأطفالنا من سموم ومخدرات ثقافية ، فإذا كانت الدولة تسعى الى محاربة المخدرات فنحن نعتبر هذه المواد جزء من تلك المخدرات ويجب محاربتها ولعل أهم الأهداف التي تسعى إليها هذه المؤامرة من خلال هذه المناسبة : - إحداث مزيد من الشرخ والتصدع بين أبناء الأمة الإسلامية : سني يحتفل / شيعي حزين - إعطاء صورة سوداوية عن المناسبات الدينية الإسلامية - ترسيخ الثقافة الغربية ومحاولة التغلغل فيما هو ديني - محاولة إنتاج جيل جديد مرتبط بالخيال مهووس بكل ما هو غربي متمرد على قيمه الوطنية والإسلامية إن هذه الثقافة الامبريالية التي تود قلب الحقائق وتزييفها وجب التصدي لها وإعطاء الصورة الحقيقية لكل حدث إسلامي دينيا وتاريخيا حتى لا تختلط الأمور ونشكل بذلك وعيا حضاريا للجيل القادم نطمح في هذه الأيام المباركة أن تطغى ثقافة التسامح والحب ومزيد من التقرب الى الله بغية نيل الأجر والثواب من خلال الفرص التي يمنحه الله عز وجل للمؤمنين بين الفينة والأخرى ، وكذا الوقوف لإلقاء نضرة دقيقة عن تاريخنا الإسلامي المجيد وفهمه ومعرفة حقيقته حتى لا نسقط في الكمين الذي يضعه أعدائنا دوما لهذه الأمة نتيجة للجهل الذي ضربها من أجل المزيد من التغلغل وإحكام السيطرة.