اتهمت صحيفة "الغارديان" البريطانية الأردن بالتشويش على بث قناة الجزيرة الرياضية خلال بثها لمباريات بطولة كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا قبل ثلاثة أشهر، حيث أكدت الصحيفة واسعة الانتشار أن لديها من الوثائق ما يؤكد المعلومات الواردة في التقرير. وبحسب تقرير صحيفة "الغارديان" فإن التشويش أتى نتيجة غضب الأردنيين من عدم موافقة الجزيرة الرياضية على إعطائهم حق بث المونديال أرضياً ليتاح للجمهور الأردني مشاهدة المباريات مجاناً. ورداً على الموضوع، نفى الأردن اتهامات الصحيفة البريطانية، ونقلت صحيفة "الدستور" الأردنية في عددها الصادر الخميس 30-09-2010، عن مصدر حكومي رفيع المستوى تأكيده أن الأردن ليس في وارد التشويش على أي محطة تلفزة عربية أو أجنبية، وليس من سياساته ذلك، كما انه لا يملك مثل هذه الإمكانيات، وليس في وارد الأردن مناكفة أي وسيلة إعلام لأنه يؤمن بحرية الإعلام في الداخل والخارج. وتساءل المصدر عن سبب إثارة هذا الموضوع بعد ثلاثة أشهر على انتهاء المونديال الذي احتضنته جنوب إفريقيا، وتوقف خلاله بث الجزيرة الرياضية - التي كانت تملك الحقوق في منطقة الشرق الأوسط – أكثر من مرة، وهو ما أثار حفيظة الكثير من مشاهديها الذين أخذوا عليها عدم قدرتها على تأمين التغطية المستمرة وبشكل طبيعي رغم ارتفاع ثمن البطاقات التي طرحتها القناة في الأسواق. وثائق وأدلة واستندت الصحيفة في تقريرها الذي أعده محرر الشرق الأوسط إيان بلاك، على مصادر وصفتها بالموثوقة، وقالت إن لديها وثائق تدل على أن مصدر التشويش كان من منطقة السلط الأردنية قرب العاصمة عمّان، وذلك اعتماداً على تحليلات فريق تقني يعتمد تكنولوجيا خاصة بتحديد الأماكن الجغرافية. وحدد الفريق التقني المكون من مجموعة خبراء كما ذكرت الصحيفة، موقع التشويش بالإحداثيات التالية: 32.125 درجة شمالاً و35.766 درجة شرقاً، وطبقاً للصحيفة فإنه من غير المرجح أن يكون التشويش قد تم القيام به من دون معرفة السلطات الأردنية. ومن المعروف أن التشويش الفضائي هو عبارة عن إرسال إشارات تعمل على تعطيل الإشارة الأصلية لمنع استقبالها على الأرض من القمر الصناعي. وهو من الأعمال غير القانونية بموجب المعاهدات الدولية. وفي مقابلة فضائية بُثت في وقت لاحق، أكد محرر التحقيق الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط إيان بلاك، إن الصحيفة لها مصادرها وهي لن تكشف عنها في الوقت الحالي، ولكن تلك المصادر ذات مصداقية تامة وأن المعلومات التي لديها مؤكدة. ويرى المراقبون أن الاتهامات الموجهة للأردن قد تثير عاصفة من ردود الفعل، وربما يكون لها انعكاسات سياسية، علماً أن "الجزيرة الرياضية" لم توجه بعد أي اتهامات بشكل رسمي للأردن في هذا الشأن. واتهمت الشبكة القطرية خلال أحداث المونديال بشكل غير مباشر الشركة المصرية للقنوات الفضائية "نايل سات" بالتشويش على بثها، وهو ما نفته الشبكة المصرية بشكل قاطع، وحثت الجزيرة الرياضية مشاهديها على متابعة المباريات بشكل أفضل على ترددات القمر الصناعي "عرب سات" في إشارة إلى تدخلات ومحاولات تشويش من جانب "نايل سات".