يبني المغاربة آمالاً عريضة على الثلاثي مروان الشماخ مهاجم آرسنال الإنكليزي، ومنير الحمداوي مهاجم أياكس أمستردام الهولندي، واللاعب الصاعد يوسف العربي مهاجم كان الصاعد حديثاً لدوري الدرجة الأولى الفرنسي، والذي اختار تمثيل بلاده بدلاً من فرنسا التي يحمل جنسيتها، ويتنبأ له المراقبون بمستقبل مشرق لما يمتلكه من إمكانات خاصة. وبرز اللاعبون الثلاثة منذ مطلع الموسم الجديد في إنكلترا وهولندا وفرنسا، إذ افتتح الشماخ رصيده من الأهداف مع فريقه الجديد المنتقل إليه من بوردو الفرنسي، ولعب أساسياً في المباراتين اللتين خاضهما آرسنال أمام ليفربول وبلاكبول، بينما تألق الحمداوي بشكل لافت مع أياكس وسجل أربعة أهداف في ثلاث مباريات احتل بها المركز الثاني في قائمة الهدافين. أما يوسف العربي فلفت الأنظار بشدة مع فريقه الصاعد حديثاً لدوري الدرجة الأولى الفرنسي، وسجل هدفين في ثلاث مباريات ساهمت باحتلال كان المركز الثاني في الدوري، وقادت اللاعب نفسه لاحتلال المركز الثاني في لائحة الهدافين. "المدفعجي" الشماخ وبدا واضحاً أن مروان الشماخ الذي انتقل قبل بداية الموسم الحالي من بوردو الفرنسي إلى آرسنال الإنكليزي سيكون أحد أبرز نجوم فريقه الجديد بقيادة المدرب الفرنسي المخضرم آرسين فينغر، الذي اعتاد صناعة النجوم منذ توليه قيادة النادي اللندني قبل 13 عاماً، وتمكن اللاعب من حجز مكان ثابت في تشكيلة "المدفعجية" رغم وجود عدد كبير من المهاجمين في قائمة الفريق. ودشّن المغربي الدولي بدايته مع آرسنال في الأسبوع الأول بمشاركته أساسياً أمام ليفربول في مباراة القمة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، ولعب الشماخ دوراً محورياً في انتزاع فريقه لهدف التعادل الذي جاء من خطأ ارتكبه حارس ليفربول خوسيه إرينا بعد تداخل من الشماخ، الذي عاد للتألق في المباراة الثانية أمام بلاكبول وأحرز هدفاً من ستة سجلها فريقه خلال اللقاء، وبخلاف الهدف قدم اللاعب أداءً رائعاً طوال 90 دقيقة. وتحدث الشماخ صاحب ال26 عاماً عن بدايته الموفقة مع آرسنال، مؤكداً لموقع فريقه على شبكة الإنترنت أنه سعيد بهذا التألق، ويعد جماهير الفريق بتقدم الأفضل في المباريات القادمة وصولاً إلى تحقيق آمال وتطلعات تلك الجماهير. لكن تألق الشماخ مع آرسنال ومع بوردو من قبل، يقابله تواضع في المستوى مع منتخب بلاده، رغم أن بدايته كانت مميزة مع "أسود الأطلسي" حينما ساهم بقيادتهم لبلوغ المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2004 في تونس، ومن بعدها لم يصب أي نجاح مع المنتخب الذي بات ظلاً لفريق لطالما كان ذو شأن كبير داخل القارة السمراء وخارجها. ماكينة أهداف "أوروبية" وبدوره لفت منير الحمداوي الأنظار بسرعة منذ انضمامه أخيراً إلى أياكس أمستردام قادماً من ألكمار، إذ شكّل ثنائياً خطيراً مع الأوروغوياني لويس سواريز، وسجل أربعة أهداف في الدوري في مرمى غرونيغين وردا كيركداده، كما قاد أياكس لبلوغ دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، حينما سجل له هدف الفوز في مرمى دينامو كييف الأوكراني. وانضم الحمداوي إلى أياكس قبل بداية الموسم الحالي بعد عدة سنوات أمضاها مع ألكمار، الذي تُوج بلقب الدوري في الموسم قبل الماضي ونال حينها الحمداوي لقب الهداف، قبل أن يحتل في الموسم الماضي المركز الرابع في لائحة الهدافين التي تصدرها سواريز برصيد قياسي من الأهداف. وعلى العكس من النجاح الكبير للحمداوي على الصعيد الأوروبي، لم يسجل اللاعب أي نجاح يذكر مع منتخب بلاده وسجل هدفاً واحداً فقط بقميص "أسود الأطلسي"، وأخفق مع رفاقه بقيادة الفريق لتجاوز تصفيات أمم إفريقيا وكأس العالم الأخيرة، ليضع الكثير من علامات الاستفهام حول مستواه، شأنه في ذلك شأن معظم زملائه المحترفين في أوروبا. "العربي" مشروع نجم كبير وإذا كان الشماخ والحمداوي من اللاعبين المعروفين لدى الجماهير الرياضية المغربية والعربية، فإن الأمر يبدو مختلف بخصوص يوسف العربي، فهو مهاجم واعد لم يكن يعرفه أحد حتى قبل عدة أسابيع، حينما خاض أول مباراة مع فريقه كان في دوري الدرجة الأولى الفرنسي. وظهر العربي بصورة رائعة في المباراة التي خاضها كان ضد مارسيليا، وانتهت بفوز الأول بهدفين مقابل هدف واحد، ونجح العربي بإحراز هدف الفوز الثمين قبل أربع دقائق من صافرة النهاية، قبل أن يعود للتسجيل في الأسبوع الثاني وهذه المرة في مرمى ليون ليقود كان إلى فوز ثانٍ، بينما سيطر التعادل السلبي على المباراة الثالثة للفريق أمام مونبلييه. ويملك العربي مواصفات خاصة جعلت المراقبين يتوقعون له مستقبلاً كبيراً في الملاعب الأوروبية، فهو يمتاز بالمهارة الفنية العالية والسرعة والقوة، بالإضافة إلى طول قامته وقدرته على اللعب بكلتا قدميه، فضلاً عن ذلك صغر سنه الذي لم يتجاوز ال23 عاماً. ودفع تألق العربي لوران بلان، المدرب الجديد للمنتخب الفرنسي، للتفكير بضمه إلى منتخب "الديوك"، لكن اللاعب فاجأ الجميع بإعلانه رفض اللعب للمنتخب الفرنسي وتأكيده أنه لن يلعب إلا للمنتخب المغربي، ويبدو أن اللاعب بات قريباً من الانضمام إلى أسود الأطلسي إذ أوعز المدرب الجديد للمنتخب البلجيكي إيريك غيريتس بتوجيه الدعوة له لخوض تصفيات أمم إفريقيا القادمة.