يشتكي أربابُ مراكز تعليم السياقة بولاية تطوان من تأخّر مواعيدِ اجتياز المتدربين للامتحان النظري للحصول على رخصة السياقة، لمدة تزيد عن أربعة أشهر، بسبب قلّة الحواسيب داخلَ مركز تسجيل السيارات، حيث تجري الامتحانات، وتكليف موظّفٍ وحيد بالإشراف على الامتحان النظري، حسبَ إفادات المهنيّين المعنيّين. وقالَ أحدُ أرباب مراكز تعليم السياقة بمدينة تطوان لهسبريس، إنَّ إرهاصات المشكل بدأتْ حينَ جرى الاتفاقُ بيْن أرباب مراكز تعليم السياقة مع وزارة النقل، في عهد الوزير السابق كريم غلاب، بتزويد مركز تسجيل السيارات بتطوان ب12 حاسوبا، لكنَّ عدد الحواسيب التي وصلتْ إلى المركز لمْ تتعدَّ 8، "ولا نعرفُ أيْن ذهبتْ أربعة حواسيب أخرى"، يقول المتحدث. "وكانتْ عملية اجتياز الامتحانات تتمُّ رُغْم قلّة الحواسيب، لكنَّ الوضعَ تفاقمَ بعْد قُدوم رئيسٍ جديد للإشراف على مركز تسجيل السيارات بتطوان"، حسب ما أفادَ به المتحدّث ذاته، مضيفا أن الأخير "قامَ بنقْلِ موظّف شابٍّ كانَ يشرف على الامتحان النظري إلى مصلحة أخرى، وتمَّ تعويضه بموظّفٍ آخر يُشارفُ على سنّ التقاعد، ما أدّى إلى تباطؤ وتيرة اجتياز الامتحان النظري". "الموظف الشاب الذي كانَ يشرفُ على الامتحان النظري كانَ يعملُ جيّدا، رغم قلّة الحواسيب، وكانَ عددُ المرشحين الذين يجتازون الامتحان يصل إلى 96 مرشحا في اليوم، وحينَ جاءَ الموظف الجديد انخفضَ عدد المرشحين الذين يجتازون الامتحان إلى 60 مرشحا"، يقول صاحب مركز السياقة الذي تحدّث لهسبريس. أربابُ مراكز تعليم السياقة بتطوان راسلوا وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك بهذا الشأن، وجاءَ في الرسالة أنهم اتفقوا مع رئيس مركز تسجيل السيارات بتطوان، بعد سلسلة من الاجتماعات، على تخصيص موظفيْن اثنين شابّين يُكلَّفان بالامتحان النظري، وتنحيّة الموظف الحالي، لكونه متقدّما في السنّ، ولا يستطيعُ مسايرة إيقاع العدد المرتفع لطلبات اجتياز الامتحان النظري، لكنّ ذلك لم يتمّ، حسبَ مضمون الرسالة التي توصّلت بها هسبريس. وتُضيفُ الرسالة أنَّ "رئيس مركز تسجيل السيارات وعَدَ المهنيين برفْع عدد المقاعد إلى أكثر من 10 لكلّ نصف ساعة، عوَض ثمانية، فضلا عن إضافة حواسيبَ أخرى، لكنَّ عددَ المقاعد التي جرى تخصيصها لكلّ نصف ساعة لم يتعدَّ خمسة"، وردّا على ذلك قالَ المهنيون في الرسالة الموجّهة إلى الوزارة المشرفة على القطاع: "لا نخفيك سيدي الوزير الخيبة التي أُصبْنا بها، نحن كمهنيين وساكنة ولاية تطوان". وفي الوقتِ الذي لمْ تلْقَ المطالبُ المتضمّنة في الرسالة الموجّهة إلى مسؤولي وزارة النقل والتجهيز استجابة، انتقلَ عدد من أرباب مراكز تعليم السياقة بولاية تطوان إلى الرباط، واجتمعوا برئيس المصلحة المعنية بالوزارة، حسب ما أفاد به أحدُ المهنيين، غيْرَ أنَّ اللقاء لم يُفض إلى نتيجة ملموسة. "قالَ لنا مسؤول الوزارة إنَّ ما تطالبون به حقّ، وطلبَ منّا أن نتوجّه إلى المدير الإقليمي بتطوان"، يقول المتحدّث، مضيفا: "واحْد كايْلوحْنا لَّاخُرْ". ويقولُ أرباب مراكز تعليم السياقة بتطوان إنَّ مُتعلمي السياقة المنتمين إلى عمالة المضيق-الفنيدق-مرتيل، وعمالة تطوان، يُعانونَ الأمرّين جرّاء تأخّر مواعيد اجتياز الامتحان النظري، التي تصل إلى أكثرَ من أربعة شهور، في حين أنَّ مدّة التدريب قدْ لا تستغرق 20 يوما، لِيجدَ المرشح نفسه مضطرا إلى الانتظار لشهور. "خلال مدّة الانتظار الطويلة هذه قدْ ينسى المرشح ما تعلّمه خلال مرحلة التدريب"، يعلّق صاحب مركز لتعليم السياقة. ويُطالبُ أربابُ مراكز تعليم السياقة بولاية تطوان مسؤولي وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك بالتدخّل العاجل لحلّ هذا المشكل الذي يعتبرون أنه "ينمّ عن قلّة حكمة تُؤْذي سُمعة ولاية تطوان". وحسبَ ما أفادَ به أحد المهنيين، فإنَّ أربابَ مراكز تعليم السياقة المُشتكين يستعدّون لخوْض مسيرةِ احتجاج في مدينة تطوان، في حالِ عدم استجابة مسؤولي وزارة النقل لمطالبهم.