تعيش جمعية الثقافة الإسلامية بتطوان، مفارقة كبيرة تتمثل في كونها بعدما جاوزت 40 سنة من العطاء الهادف والمتنوع، حدث اعتقال تعسفي لأمينها العام الأستاذ محمد بن المكي الوزاني الحسني رفقة المهندس أنس الوزير والسيد محمد بن الطاهر الوزاني. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية منذ أن تولى أمانتها العامة ذ. محمد بن المكي الوزاني الحسني وهي تتطور وترتقي ببرامج كبيرة خيرية وتعليمية وثقافية ودينية وصحية، مساهمة بذلك في الرقي بالمجتمع وازدهاره وفق التوجيهات السامية لجلالة الملك "بضرورة انخراط فعاليات المجتمع المدني في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة التي يقودها جلالته". لكن، تتويجا لهذه المجهودات ألقي القبض على المذكورين أعلاه مع الإشارة إلى أن السيد الأمين العام شخصية وازنة في العمل الخيري الجاد. وقد شارك في تأسيس عدة جمعيات وهيئات وطنية وكذا عربية منها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية / رابطة العالم الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية بالقاهرة، والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بجمهورية مصر العربية برئاسة شيخ الأزهر، إلى جانب تمثيله لشمال إفريقيا بمنتدى حوار الأديان... ومما يستغرب له أن المعتقلين الثلاثة يوجدون رهن الاعتقال منذ يونيو المنصرم. تجرى معهم تحقيقات بمحكمتي الاستئناف مراوحة بين الرباط وتطوان لتسفر عن قرار عدم الاختصاص عدة مرات، ولم يتمتع المعتقلون حتى بالسراح المؤقت الذي رفض لأكثر من مرة، رغم غياب المبررات القانونية والموضوعية لذلك. وما يؤسف له أيضا أن هذا الاعتقال التعسفي وما نتج عنه من إرباك للسير العادي للجمعية، كانت له تداعيات خطيرة سواء على مستوى الحالة الجسدية أو النفسية للمعتقلين أو على مستوى مردودية الجمعية. كما أضحى يشكل خطرا واضحا على العاملين بإدارتها أو المؤسسات التابعة لها، وكذا المستفيدين من خدماتها خاصة الأيتام المكفولين لديها، إضافة إلى توقف المشاريع التي في طور الإنجاز، وما لكل ذلك من أثر سلبي على ثقة الهيآت العربية الداعمة للجمعيات الكبيرة التي تنشط في المجال الخيري والتطوعي والإغاثي. لا يفوتنا أمام هذا الوضع المأساوي الذي أصبحت تعيش فيه جمعية الثقافة الإسلامية بتطوان أن نشكر كل الشخصيات والهيئات والمؤسسات المحلية والوطنية والعربية التي آزرتنا – ولا زالت- في محنتنا بالبيانات التضامنية والاستنكارية تنديدا منها بالحيف الذي طال معتقلي الجمعية الثلاث. ونحن من جهتنا -أعضاء المكتب الإداري للجمعية- نجدد نداءنا إلى جميع الجهات المعنية بهذا الأمر، ونستصرخ جميع الهيآت الحقوقية ووسائل الإعلام بمؤازرتنا، كما نتطلع ملهوفين إلى التسوية العادلة لهذا الملف والإفراج العاجل عن معتقلينا.