والدها ألهمها حب الاستماع لكل الطبوع الموسيقية الغربية والعربية والمغربية الأصيلة … فأضحت ولهانة بها ..أما جدها سيدي الغالي فقد جذبتها أنامله البارعة التي تضغط على { الصدعة } وتتنقل بها صعودا وهبوطاً بين أوتار آلة العود وأنامله الأخرى مُنكبة على أوتاره كذلك وتخرج نغمات يتنفس خلالها العاشق للفن الجميل صعداء ، بولوج لحن يحل على أذنيها من {صدعة} وأنامل سيدي الغالي … في هذا المجتمع الصغير المُفعم بالثقافة والفن بمدينة الدارالبيضاء ولدت وترعرعت جميلة الجميلات هند بولخير ، وحملتها الأقدار الإلاهية في سن البراءة إلى عروس الشمال طنجة ، في الصباها عشقت {هند} الفن الموسيقي الأصيل .. وعندما أضحت ناضجة التحفت بالمعهد الموسيقي بطنجة وتمكنت من إتقان العزف على آلة البيانو فنياً وعلمياً على يد الأساتذة أمينة الدوعلي وأمينة براي وعبد السلام بن عزايز .. وتلقت أصول الطرب الأندلسي على يد قيدومي المعهد الموسيقي بطنجة الشيخ نبيل العرفاوي … وتلقت العلوم الموسيقية على يد الأساتذة بالحاج إبراهيم والمرحوم قاسم الزهيري والمرحوم عبد الله شكيل ، ثم رفرفت بجناحيها الملائكي إلى العاصمة الإدارية للمغرب مدينة الرباط لتتميم الدراسات العليا في الموسيقى على يد خبيرات في العلوم الموسيقية هن غزلان حمادي ونادية الشبلي وخديجة الدغمي ، وتلقت أصول مادة الغناء الأوبيرالي {الكورال} على يد الأستاذة جليلة بناني وأستاذة أخرى من أصول فرنسية ..{ مدام بودا} وإلى الدولة التي تعتبر دولة لإستراتيجية بأوروبا فرنسا وبمدينة {رينيس} حطت هند بولخير رحالها من أجل التكوين في مجال التسيير الموسيقي والقيادة والغناء الكورالي لتتشبع أكثر بقواعده الفنية والعلمية … وكان لها انتماء لأحد لعملاقان في هذا المجال وعملت معهما إنهما { ملكوم أرشير } و {دافيد بدنال } ومنحت هند بولخير للمغرب مكانة متميزة في هذا المجال إذ ما كان شائعاًَ أن الغناء الكورالي بأصوات متميزة في حقول موسيقية ترتفع وتنحني وتتشابك وفقاً لآرموني والميلودي كانت تنحصر في المشارقة والأوروبيين والغرب والفنانة هند بولخير كشفت أن للمغرب طاقات وكنوز فنية وفي مختلف المجالات ويمكنه أن ينافس أرقى الأمم في ذلك . وأسست بطنجة جمعية روح طنجة للكورال والثقافة والفن وذلك من أجل الرفع بمستوى الفن ببلادنا .. وتنظم هذه الجمعية وعلى مدار السنة مهرجانات وتظاهرات وطنية ودولية في الشعر و الموسيقى و في الغناء الفردي. شدت هند الأنظار الأوروبية حين أطربت الحضورفي قيادتها لفرقتها للكورال وذلك بفرنسا الدولة التي لا يمكن أن تقود فيها فرقة الكورال إن لم تكن لك حنكة وتجربة ودراسة علمية في ذلك .. صفق لها الجمهور الفرنسي طويلاً وأبلت البلاء الحسن في ذلك وبفرقتها للكورال الغنائي ذي الأصوات الشجية كما أطربت ساكنة طنجة والعرائش وتطوان بمناسبة توأمة مدينة طنجة مع مدينة مرسيليا الفرنسية ، وتشرفت بقيادتها لفرقتها الكورالية بأداء النشيد الوطني في افتتاح الرسمي لملعب طنجة إبن بطوطة الكبير ، وحازت على شواهد وجوائز قيمة نظير مشاركاتها التي لاحصر لها . وقدمت هند بولخير الكثير والكثير للحقل الفني الأصيل الذي تم بناؤه على طرق العلوم الموسيقية الصوتية ، و التي هي نادرة في عالم الموسيقى. نصفق بحرارة واعتزاز لرائدة الغناء الأوبيرالي الجماعي والمنفرد وخبيرة فيه ….المايسترو هند بولخير