كنت أتحدث مع صديق يعيش في دولة أوربية، وكان حديثنا حول الوضع الاقتصادي الراهن بسبب كورونا، وقد أعجبت لطريقة المساعدات التي قدمتها الدولة لهم خلال الفترة السابقة من الحجر حتى يومنا هذا، كما قدمت لهم الدولة دعما إضافيا خلال الدخول المدرسي الجاري . وخلافا لذلك، لماذا نحن الشعوب العربية الوحيدة التي تدفع للدولة ولا تأخذ شيئا منها غير راتب التقاعد فقط ؟، والذي ينقص في بعض الأحيان للنصف بعد إحالة المواطن على التقاعد، والغريب العجيب عندما تفتح التلفاز تجد مجموعة من الإعلاميين المتخصصين في المدح والتهليل والتطبيل للقائد المغوار الذي يحكم البلاد ولو لم يكن هو لكانت الدولة في خبر كان، وهناك من الحكام من يهدد بالرحيل إذا غضب من شعبه، وكأنه لا يوجد أحد يسير البلاد غيره ؟؟!! لابد للإعلام النزيه أن ينقل نبض الشارع، فدوره ليس التطبيل والتهليل، الإعلام رسالة مقدسة وحمل ثقيل يصعب تحمله لأنه أمانة، والأمانة لم تتحملها الجبال فما بالكم بالإنسان، أقول : اتقوا الله ويكفي من التهليل والتطبيل وانقلو حال المواطن المسكين بكل صدق وأمانة، فلم يبقى في جيب المواطن ما يقدمه، فقد وصل إلى درجة الإهانة والذل ومسحت الظروف بكرامته ولم يبقي له شيء منها . ماذا يفعل المواطن العربي المسكين خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة، وماهي الخطط التى وضعت من أجل إنقاذ ماتبقى من كرامته .. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،) وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه قال: " لو عثرت بغلة في العراق، لسألني الله – أو قال: لخفت أن يسألني الله عنها : لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر، وهذا اللفظ هو :" لو أن جملا أو قال شاة أو قال حملا، هلك بشط الفرات، لخشيت أن يسألني الله عنه " . استيقظوا يا من تحكمون تلك الشعوب كما قال الله تعالى (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)) . اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .