( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره و ببالغ الحزن والأسى تلقت جمعية قدماء تلاميذ الدارالبيضاء، خبر وفاة السيد عبد المجيد هلال، أحد أعضاء الجمعية النشطاء . الفقيد عرف باحترامه لنفسه ولمسؤولياته المتعددة عندما كان موظفا بولاية الدارالبيضاء الكبرى، وبقدرته الكبيرة على الإقناع، كما عرف بصدق حدسه وبصواب قراراته. كما يشهد له بالقدرة على ضبط النفس وبحكمة الصبر وكظم الغيظ وتجاهل الشتائم والترفع عنها طيلة حياته، وقد عاين أصدقاؤه ذلك مباشرة في فترة نشاطه داخل الجمعية، بحكم صدق الرجل ونزاهته، وكان رحمه الله يقابل الجميع بالابتسامة والعفو والسماحة. كما كان خير مثال في حب الوطن والإخلاص والتفاني في الدفاع عنه بالكلمة وبالمواقف المسؤولة والسيرة الطيبة والقدوة الحسنة والسلوك الراقي المترفع الذي ترك له بصمات في جميع الأنشطة، التي كانت تنظمها الجمعية، فالراحل كان مسكونا بالمغرب وبأرض المغرب، أدى رسالته العادلة على أحسن وجه وفق قناعاته الراسخة، حيث دافع عن المبادئ والقيم ولا بد من الوقوف ولو بكلمة عند دوره الأبوي، حيث كان أبا رائعا ووالدا طيبا حنونا اختار تخصيص المتبقي من حياته لأبنائه، فكان مقدرا للمسؤولية دائم الحضور والاستماع إلى أبنائه مانحا إياهم الآمان والقدوة الحسنة من خلال أخلاقه وأفكاره ومواقفه وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على نبل الرجل ونكرانه لذاته وحبه لأبنائه. وبصفتي رئيس جمعية قدماء تلاميذ الدارالبيضاء، فقد أصابني اليوم من الحزن ما أصاب جميع من عرف المرحوم عبد المجيد هلال، وكل من كان على صلة به عند سماع نبأ وفاته، مما يجعلني أعزي نفسي وأعزيكم جميعا في فداحة المصاب، فنحن جميعا فقدنا السيد عبد المجيد، فقدنا فيه الأب وفقدنا فيه الأخ وفقدنا فيه الصديق وفقدنا فيه الإنسان الاجتماعي الطيب . فرحم الله السيد عبد المجيد هلال، وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه وألهم أبناءه وكافة أفراد أسرته ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.