( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره و ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة السيد مصطفى عبد الباسط رحمة الله عليه . الفقيد عرف باحترامه لنفسه ولمسؤولياته المتعددة عندما كان موظفا بالأمن، وبقدرته الكبيرة على الإقناع، كما عرف بصدق حدسه وبصواب قراراته، كما يشهد له بالقدرة على ضبط النفس وبحكمة الصبر وكظم الغيظ وتجاهل الشتائم والترفع عنها طيلة حياته، وقد عاين أصدقاؤه ذلك مباشرة في فترة عمله، بحكم صدق الرجل ونزاهته، وكان رحمه الله يقابل الجميع بالابتسامة والعفو والسماحة. كما كان خير مثال في حب الوطن والإخلاص والتفاني في الدفاع عنه بالكلمة وبالمواقف المسؤولة والسيرة الطيبة والقدوة الحسنة والسلوك الراقي المترفع الذي ترك له بصمات في مساره العملي، فالراحل كان مسكونا بالمغرب وبأرض المغرب، أدى رسالته العادلة على أحسن وجه وفق قناعاته الراسخة، حيث دافع عن المبادئ والقيم . ولا بد من الوقوف ولو بكلمة عند دوره الأبوي، حيث كان أبا رائعا ووالدا طيبا حنونا اختار تخصيص المتبقي من حياته لأبنائه، فكان مقدرا للمسؤولية دائم الحضور والاستماع إلى أبنائه مانحا إياهم الآمان والقدوة الحسنة من خلال أخلاقه وأفكاره ومواقفه وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على نبل الرجل ونكرانه لذاته وحبه لأبنائه. لقد أصابنا اليوم من الحزن ما أصاب جميع من عرف المرحوم، وكل من كان على صلة به عند سماع نبأ وفاته، مما يجعلنا نعزي أنفسنا ونعزيكم جميعا في فداحة المصاب، فنحن جميعا فقدنا السيد مصطفى عبد الباسط، فقدنا فيه الأب وفقدنا فيه الأخ وفقدنا فيه الصديق وفقدنا فيه الإنسان الاجتماعي الطيب . وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم السيد حسن الزهراوي، وزوجته سميرة أيت عيسى، والسيد مصطفى ندلوس، و السيدة لكزولي خديجة، وإبنيها أيوب، وخنساء، بتعازيهم الحارة إلى زوجة الفقيد السيدة فوزية، وأبناءها أشرف، ومعاذ، وسماح، ووصال، وإلى جميع أفراد عائلة الفقيد الكبيرة والصغيرة، راجين من الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته . رحم الله السيد مصطفى عبد الباسط، وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أبناءه وكافة أفراد أسرته ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.