بعد أن أعدت لفائدة الباحثين وغيرهم، عددا من أدوت العمل التي هي عبارة عن جرد لمضامين بعض الأرصدة الأرشيفية المتوفرة في مستودعاتها، التي تم نشرها في لائحتين، تضمنت الأولى (المعلن عنها بتاريخ 3 يوليوز 2020) أرصدة "ديزيري سيك"، "شمعون ليفي"، "محمد العربي المساري"، "عبدالصمد الكنفاوي"، "فرنسيس كوان"، "عفيف بناني"، "محمد جسوس"، "رصيد الأحباس" و"رصيد مديرية الشؤون الأهلية"، وتضمنت الثانية (المعلن عنها بتاريخ 10 يوليوز 2020) أرصدة "محمد المقري"، "محمد بن الحسن الحجوي"، "عبدالله عواد"، "قرقوز"، "عبدالحق المريني"، "عبدالله شقرون"، "مولاي أحمد الوكيلي"، "عبدالكريم كريم" و"رصيد الحوالات الحبسية". تواصل "مؤسسة أرشيف المغرب" خطتها الرامية إلى تقريب مضامين ما تحتضنه من أرصدة وثائقية، من الباحثين والمهتمين وعموم القراء، بالإعلان بتاريخ 17 من الشهر الجاري، عن نشر فهرس "القسم التاريخي" (SH )، وهذا الرصيد – الذين يشكل مادة مصدرية غنية بالنسبة لتاريخ المغرب – يتكون من مجموعة من الوثائق المتنوعة التي جمعها "هنري دوكاستر" ومن خلفه في مهامه، عبارة عن "وثائق متعلقة بمشروعه التاريخي المنشور "المصادر الغميسة لتاريخ المغرب" محتوية على نسخ وصور لمراسلات مختلفة بين السلاطين المغاربة والدول الأوربية (خلال الفترة الممتدة من القرن 16م إلى القرن 19م)"، "ملاحظات ومعلومات مدونة عن المغرب وقبائله (صور فوتوغرافية، قصاصات الصحف)"، "وثائق عبارة عن مراسلات وأعمال البحث المتعلقة بتاريخ المغرب"، وكذا "وثائق تهم إنشاء القسم التاريخي التابع لإدارة الحماية الفرنسية بالمغرب". ومبادرات رائدة من هذا القبيل، تعد جسرا تواصليا مع المرتفقين، وتقريبا للخدمة الأرشيفية من الباحثين والمهتمين بما يضمن تيسير سبل البحث العلمي، ومن المرتقب أن تتبعها خطوات أخرى من شأنها تقريب ما تزخر به المؤسسة الأرشيفية من أرصدة وثائقية من عموم المرتفقين، بشكل قد يدفع في اتجاه كسب رهان "أرشيف القرب"، وهو رهان، لا يمكن تصوره إلا داخل نطاق "الرقمنة" التي باتت خيارا لامحيد عنه، في ظل ما أبانت عنه جائحة "كورونا" من تحولات ومتغيرات رقمية، ومن إقبال غير مسبوق على "الرقمنة".