مرة أخرى، وبالقدر ما نؤكد أن فتح أي نقاش بخصوص "الأرشيف اليوسفي" قد يكون "أمرا سابقا للأوان"، بالقدر ما نؤكد أن ذاكرة الرجل أكبر من لحظة حزن عابر، وتراثه الأرشيفي أقوى من أن تعطله أو تبخسه، لحظة ألم راحل، وإذا قيل "إكرام الميت دفنه"، فنحن نقول "إكرام الميت صون ذاكرته" و"حفظ تراثه الأرشيفي" خاصة إذا كان من قيمة "سي عبدالرحمان"، وحتى إذا ما سلمنا بأن الموضوع "سابق لأوانه"، فعلى الأقل، حاولنا التنبيه إلى أهمية وقيمة ما يكون قد تركه الراحل من "أرشيف خاصة"، فاتحين الباب على مصراعيه أمام "مؤسسة أرشيف المغرب" للتفكير من الآن، في السبل الممكنة والإمكانيات المتاحة التي من شأنها تيسير وضع اليد على "الأرشيف اليوسفي"، لما يتفرد به من منفعة عامة، وهي دعوة مفتوحة لقيادة "حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" من أجل التنسيق والتعاون مع "المؤسسة الأرشيفية"، بشكل يسمح برعاية وحفظ وتثمين ما تركه الفقيد من "تراث أرشيفي" تجاوز حدود ذوي الحقوق، وبات إرثا مجتمعيا، لا حضن يسعه إلا حضن "أرشيف المغرب".
وقبل الختم، نجدد الرحمة لفقيد الوطن "سي عبدالرحمان"، سائلين الله عز وجل أن يشمله بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم ذويه وأصدقائه ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون"، وإذا رحل الفقيد إلى دار البقاء، فقد ترك زوجة – نتمنى من الله أن يمتعها بنعمة الصبر ويحيطها بالصحة والعافية – بادلته المحبة بالمحبة و الوفاء بالوفاء والإخلاص بالإخلاص، والالتزام بالالتزام والعفة بالعفة والكبرياء بالكبرياء، لمدة تجاوزت السبعين سنة، وهي بذلك، شاهدة على العصر وشاهدة على جزئيات وتفاصيل حياة "رجل دولة" راحل، اسمه "سي عبدالرحمان"، رحيله خسارة لوطن بأكمله، و خسارة لدولة ما أحوجها اليوم لزعماء أحزاب ورجالات دولة حكماء و نزهاء من طينة "ابن طنجة .. اليوسفي" … ونختم القول، بإثارة انتباه "الأحزاب السياسية" وكل رجالات الفكر والسياسة والثقافة والفن، ممن يتوفرون على "أرشيف خاصة" ذات "منفعة عامة"، بأن هناك مؤسسة عمومية حاضنة و راعية للأرشيف العامة (أرشيف المغرب)، وأي انفتاح عليها أو تعاون معها، هو إسهام جماعي في بناء الذاكرة الجماعية وحفظ التاريخ وصون التراث ورعاية الهوية المشتركة … [email protected]