يسميه البعض بالرجل الصامت و يسميه آخرون بالمسؤول التقنوقراطي الخالص، أما من يعرفه جيدا فيصفه برجل المهمات الصعبة ،هو كذلك عامل عمالة المضيقالفنيدق السيد ياسين جاري الذي لم تمنعه جسامة المسؤوليات و تعدد المهام في الزمن الصعب من اجتياح وباء كورونا و ما يفرضه من يقظة و تتبع مستمر من التحرك بقوة و حكمة في شتى الاتجاهات بمدينة مرتيل و بتراب العمالة عموما .مناسبة هذا الكلام لغزين مهمين فك طلاسمها السيد ياسين جاري بفعالية و نجاعة بعد أن شكلا عقدة عصية عن الحل لساكنة المدينة و فعاليتها المدنية ، السياسية و حتى لمسؤولي الإدارة الترابية السابقين و يتعلق الأمر بإعادة الروح و الحياة لمركز الهلال الأحمر الموجود بمدخل السوق المركزي و الذي ظل مقفلا لمدة قاربت العقدين من الزمن،حتى نسيه الجميع و أصبح مسيجا و مغطى بشكل نهائي بل محاصر ببائعي الخضر و التوابل بعد أن كان مرفقا صحيا متكاملا يقدم خدمات تمريضية و استشارات أولية تساعد في التخفيف عن الضغط الذي تعرفه باقي المراكز خصوصا في عز الموسم الصيفي الذي يعرف توافد الآلاف من زوار المدينة و عشاقها،هده الخطوة المهمة و التي نالت استحسان الجميع تتزامن مع سلسلة إجراءات شاملة تستهدف التصدي لوباء كورونا اللعين و الرفع من منسوب الجاهزية – كتشديد مراقبة الولوج للأسواق ، تعقيم الشوارع و توزيع المساعدات – و خصوصا مع الحاجة الملحة للمزيد من المرافق و الفضاءات الصحية و لو بشكل احترازي تحسبا لأية تطورات جديدة لا قدر الله. الحدث الثاني الذي أسال مدادا كثيرا على صفحات التواصل الاجتماعي و لقي صدى منقطع النظير هو إصدار السيد ياسين جاري لتعليماته لمسؤولي السلطة المحلية بمرتيل و في مقدمتهم السيد باشا المدينة -و الذي بالمناسبة أدهش الجميع بأدائه الجيد و المتواصل- لإزالة كل العشوائيات كخطوة أولى لإعادة الإعتبار لشارع محمد الخامس و الدي يعتبر معلمة تاريخية و أثرية و رأسمال لا مادي يعود لفترة الاستعمار الإسباني و الذي تحول مؤخرا لسوق يعج بالفوضى ،حيث طالبت العديد من الفعاليات المدنية بالمدنية بإعادة تهييئه.هذه الخطوات التاريخية شكلا و مضمونا إضافة لكونها ستساهم في الرفع من جودة الفضاء الحضري للمدينة و تحسين جودة حياة الساكنة، ستشكل أيضا خطوة استباقية مهمة نحو إزالة كل الفضاءات المحتملة لانتشار فيروس كورورنا و قطع الطريق عن أية بؤر وبائية محتملة حرصا على الصحة العامة لمرتيل التي يتقاسم الجميع مسؤولون و فعاليات مدنية حلم أن تبقى بصفر إصابة بالفيروس إلى النهاية.