تحولت العاصمة الفرنسية باريس الى عاصمة عالمية للتنديد بمجزرة «شارلي ابدو" التي وقعت الاربعاء والتي راح ضحيتها ثمانية صحافيين كانوا في اجتماع لمجلس ادارة تللك الجريدة، وراح معهم ايضا اربعة من رجال الامن كانوا يحرصون مقر الجريدة الاسبوعية التي اشتهرت بالسخرية من من حولها، منها نشر صور مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، خلفت حينها موجة تنديد واستنكار واسع من طرف المسلمين في شتى بقاع العالم. بكل لغات العالم ندين هذا العمل الجبان الذي يستهدف في عمقه النيل من سمعة الاسلام والمسلمين في اي مكان يتواجدون فيه، فرغم اختلافنا مع طريقة واسلوب الصحيفة في تناولها لمواضيع الاسلام والمسلمين ، والا كيف لم ينظر الفرنسيون الى بطاقة التعريف الوطنية للجناة، بقدر ما ركزوا على ديانتهم ووضع الاسلام في قفص الاتهام. ما وقع في فرنسا لا يمكن ان يخرج عن عمل منظم تقف وراءه ايادي خارجية ومن بينها المخابرات الاسرائلية، التي يبدو انها ارادت ان تعاقب البرلمان الفرنسي على تصويته لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، حينها لم يستصغ الصهاينة ان تعترف فرنسا بدولة فلسطين خاصة وان الصهيون لا يريد لملف الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة ان يتطور اكثر في اروبا فردت بطريقته الخاصة المعروفة بالقتل والتدمير مع الصاق ذللك بالمسلمين، لزيادة عداء الاروبيين للاسلام والمسلمين. كلنا شارلي ايبدوا هكذا خرجت مظاهرة باريس العالمية بمشاركة ملوك ورؤساء ووزارء خارجيةاكثر من 50 دولة جاؤوا ليشاركوا فرنسا في احزانها والتعبير عن دعمهم لها، زعماء الارهاب العالمي يتقدمهم الصهيون بنيامين نتنياهوا الذي قتل وشرد اكثر من 5000 فلسطني في محرقة غزة الاخيرة، وما زال يواصل تعذيب الفلسطنين الذين يدافعون عن ارضهم الى الان رغم العاصفة الثلجية التي تضرب فلسطين هاته الايام، وما زال اطفال لبنان لم ولن ينسوا بعد قاتل ابائهم... ، ونست امريكا ما فعلته بالعالم العربي والاسلامي ابتداءا بتدمير افغانستان وانتهاءا بقتل واحدة من اقوى الدول العربية "العراق" ومعها ليبيا "معمر القدافي" ناهيك عن التدخل اليومي في الشؤون العربية مع وضع خريطة عمل كل دولة على حدى. بل انها صنعت القاعدة ونشرتها في وسطنا باسم الدين ...ناهيك عن السعودية التي لطالما مولت القوى المتطرفة اما تركيا فكانت الحضن الدفين لهؤلاء...لا ننسى هنا الموقف المغربي الشجاع الذي يحتاج الى التنويه به حينما قرر الوفد المغربي الانسحاب من المظاهرة والاكتفاء بتقديم التعازي للرئيس الفرنسي بعدما تكررت الاساءة لرسولنا الكريم ... لن تسكت فرنسا ومن في كنفها عن ما وقع لجريدة "شارلي ايبدو" وانتظروا ما بعد 11 شتنبر الفرنسية ،بل وان معالم الرد الفرنسي تظهر شيئا فشيئا. يوم الأحد عقد وزراء داخلية 11 بلدا أوروبيا، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، اجتماعا طارئا في باريس، وخرجوا بحزمة إجراءات أمنية على السريع، في انتظار بلورة استراتيجية أمنية شاملة لمواجهة الخلايا المتطرفة النائمة والمستيقظة، وحتى تلك التي في طور التشكل. ومن هذه الإجراءات: أولا، تقييد حرية تنقل الأفراد الموضوعين على لوائح المشتبه في كونهم متطرفين وقد يتحولون إلى إرهابيين. هذا معناه مس حرية التنقل بدون مبرر قانوني أو أمر قضائي. ثانيا، مراقبة الأنترنت أكثر، والتجسس على المحادثات وعلى المضمون المتطرف على «النيت»، والتدخل لحذفه أو توجيهه أو مساءلة القائمين عليه، وهذا معناه المس بحرية الرأي والتعبير التي تكفلها القوانين الأوروبية. ثالثا، إعادة النظر في شروط منح تأشيرة شينغن، وهذا معناه المزيد من وضع القيود على دخول العرب والمغاربيين والأفارقة إلى أوروبا، حتى وإن كان المتهمان في مجزرة «شارلي إيبدو» مواطنين فرنسيين ولدا على أرض فرنسية، وتعلما في مدارس فرنسية، وليسا سائحين ولا وافدين على أراضيها. رابعا، منع المشتبه فيهم من السفر من وإلى الأراضي الأوروبية خاصة من وإلى مناطق التوتر والنزاع المسلحة حتى دون أن يكون هؤلاء محل متابعة قضائية، وهذا معناه مس الحق في السفر. كل هذه الإجراءات، وغيرها كثير، سترهق الأوروبيين المسلمين الذين سيوضعون في قفص الاتهام دون ذنب... اما الاساءة للاسلام والمسلمين فانها تصاعدت وبشكل غير مسبوق بنشر جل الصحف الفرنسية الكبرى وبعض صحف اروبا صور مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم كتعبير منها على التضامن مع "شارلي ابدو"، بل وان التلفزيون الفرنسي خصص الاحد الماضي فقرة للسخرية من المسلمين عبر سكيتشات ومقاطع مسيقية، وتمت الاساءة مجددا لرسولنا الكريم بطريقة تنم عن وقاحة كبيرة حيث تم تشخيص النبي الكريم والتحاور معه بطريقة منحطة. اما المرصد الفرنسي فقد افاد بان عدد الاعتداءات على المساجد والمقدسات الاسلامية ازدادت ب 50 في المائة... ما يحز في نفسي هو بعض المنافقين الذين يعيشون معنا ويتدينون ديننا خرجوا في وقفات متفرقة تظامنا مع هاته الصحيفة المشؤومة، وهم الذين لم يخرجوا حزنا على فقدان وغرق ضحايا الفياضنات الاخيرة التي ضربت البلاد ومازالوا يعانون لحد الساعة من مخلفاتها ويحتاجون لمساعدات عاجلة تداوي جراحهم، اما قناتنا الثانية بدورها صنعت من حادثة فرنسا قصص حزن واسى وهي التي كانت تديع سهرات فنية انحلالية والفلسطنيين يعانون من التقتيل والاجرام الصهيوني في محرقة غزة . ما يفعله الاعلام الفاسد لللاسف هو"اقناع الناس بان رجل اخرس قال لرجل اطرش ان رجل اعمى شاهد رجل مشلول يلحق برجل مقطوع اليدين ليمنعه من شد شعر رجل اصلع..." مضاهرة التنديد بلارهاب يتصدرها المتطرف بنيامين نتنياهوا لا ينقصها الا استدعاء اريال شارون من الجحيم الذي يعيش فيه. االعنة على عدالة يقودها هؤلاء... جواد القطار