استنكر سكان باب الجياف بالمدينة العتيقة ما تعانيه " فاتي " وابنها( المتشردين ) من قساوة البرد والتشرد لا ملجأ لها و لا مسكن ،يتخذان بعض الأماكن المهجورة مكانا للمبيت ، مفترشين الأرض و ملتحفين السماء . فبعد اندلاع النيران في برج المطامر الذي كان مأوى لهما التجأت إلى كهف مجاور له لتتستر فيه من التقلبات المناخية: ( برد شديد )، أو حر شديد أو حتى ريح عاصفة .وحسب ما شاهدناه هو معانات طفلها الرضيع من الأمراض الجلدية ومعاشرته للمدمدين الذين يحومون حول أمه ليل نهار لتشاركهم سابق تناول المخدرات وما ينتج عن ذلك من أمراض مختلفة مثل السل و السرطان ( الصورة جد معبره على الوضع ) وقد سبق لهذه المتشردة أن توفي لها رضيع بسبب الإهمال التام والتشرد. وأمام هذا الوضع تطرح عدة اسئلة عن حقوق الطفل في المغرب ومن يحمي مثل هذه الحالة التي تنتهك في واضحة النهار . وما ذنب لطفل ولد من أم عازبة، ظلمهما القانون والمجتمع ويعيشان وضعاً أكثر تعقيداً مما يدل على ضعف الرقابة والعناية بهذه الشريحة وتقديم يد العون لهما من جهة ومن جهة أخرى ضعف التنسيق بين الجهات العاملة في هذا المجال، بما فيها منظمات المجتمع المدني والجمعيات المؤهلة والسلطات المحلية . ومما يزيد من تعقيد مشكلتهما هو غياب المؤسسات القادرة على إنقاذ مثل هذه الحالات من مخاطر الشارع وتأهيلهم نفسياً واجتماعياً. نظرا لعدم وجود النصوص القانونية لانتزاع الأطفال من أمهاتهم العازبات ليضل مصيرهم الوحيد عند كبرهم هي مزاولة الأعمال البسيطة مسح الأحذية وبيع الأكياس البلاستيكية وغسل السيارات والتسول ثم السرقة والإجرام . وفي هذا السياق يناشد سكان الحي قائد المقاطعة والسلطات بالتدخل العاجل لإنقاذ هذا الرضيع وأمه من الضياع والإهمال والعمل على ايجاد ملجأ يأويهما ويصون كرامتهما وكرام سكان الحي من المشاهد المؤلم والمتكرر التي تصدمهم باستمرار .