إلى روح الذي بذر في صبانا حب الفن و الجمال، و أروانا سلسبيل العلم والعرفان، موحدا بين الحروف والألوان، منصفا بين ملكات الإنسان في التربية والتكوين والإبداع والبيان، مفخرة المدارس والأجيال، رهان الغد والمستقبل والآن، أستاذي الأجل الطيب بن كيران (1941-2014) نبي الفن والبهاء عَاودكَ الرحيل على غُصْنِ فردوسنا الرطيب كَرَواحِ الحَمام عندَ المغيب ْ قبلَ أنْ يَضمَّك صدرُ تطاوين ودمعُ مآقيها ينسَابُ في أنين تحتَ أقدامِ عُودِ عِبقكَ العليل ************* ناحتْكَ الرياح وبَكاكَ الأديمُ والمكانِ لرِقَّتِك كالماءِ المَعين لِوداعتِك كالصُّبحِ المنير لحديثكَ الأنيقِ كعبيرِ المسَاء فوَّاحٍ بالسكينة والحنين ليَمّ مُقلتيكَ، لاحمرارِ وجنتيكَ كباقة وردٍ وبنفسجٍ وياسمين لِروائعِ أناملك، لجُودِ أصْغَريْك كأقْنِيةِ تطاوين كشَلالِ الأنهار والجبال كنافورةٍ ترقصُ على المَعين الزُّلال *************** مِنْ حِراءِ الفن والبَهاء أمليتَ آياتِك تُحفاٌ ولوحاتٍ تُرَوِّقُ الروحَ والوِجدان وتونِعُ المَداركَ وتُخصِّبُ الأذواق بسلسبيل الفنِّ والجمال حتى الثمال واصلتَ نشرَ آياتِ الحُسن لكلِّ الأنام دون راو أو مِظلة أو تُرجمان ************** من حِراء بهائنا أبلغتَ فَحْواكَ المُثلى هدايا أفانين إلى أقطابِ الحال والمآل لتداوي ببلسم الألوان والوجدان ما عجز عنه اليراعُ والبيان *************** في حراء هذا البهاء آثرتَ المُكوث على الارتحال والهجر الذي لا يعقبه إلا الإياب مثل غُدُوِّ ورَواحِ الحَمام هو جلالُ وسحر تطوان وسرُّ وسمها بالحمامة البيضاء وابنةِ الرمانة ودار السلام هو قِران الأنام بالمكان وأسمى هُوية للإنسان ************* لسناءِ وجلال حرائنا المُقام على رِوى الأرواح والأبدان وهبتَ رحيق العُمر والسنين مُنافحا عن الفن والرَّواء مُعاركا القبح في شتى الأطياف والخرائط والأقوام حتى اختلسكَ الحِمام في غمرة النوم والاسْتسقاء و دفء المكان واكتواء الأديم والدماء بعدما عبَرتْ هدايا أفانينك أقاصي البرِّ والبحار لتُوشَّى بوشاحِ الود والإجلال من العمِّ سام وقيصرِ الإسبان ************ آه من اعتقالِ هداياك إلى عاهلِ هذا المُقام واستنطاقِك بِوابل الاستفهام والاستهْجان كأنك تُهَرب الأفيون والسِّلاح والمُدام ************** آهٍ من حَيْرة صبيان الحيِّ من الهجران وبقاءِ هداياكَ رهْن الاحتقان و خِذلان الهدائل وجُحودِ الغِربان قبلَ وبعدَ مُواراة الجُثمان ************** آهٍ من أنامٍ لا يَمُتُّونَ إلى هذه البلاد إلا ببطائق وشواهد الوِلدان تشابه عليهم الوَرد والرماد حتى أصبحا في عيونهم سيان د. محمد عزيز البازي