أثار قرار والي مدينة تطوان بمنع مسيرة حاشدة تضامنا مع غزة يوم الجمعة المنصرم، (أثار) الكثير من ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة، فقد أصدرت منظمة التجديد الطلابي اليوم الأحد بياناً شديد اللهجة أدانت فيه قرار المنع واعتبرته تعسفيا وجائرا وغير مسؤول، وحملت والي وباشا المدينة المسؤولية فيما جرى، فيما اعتبر قيادي محلي من حزب العدالة والتنمية بتطوان منع المسيرة محاولة للعودة إلى ما سماه الممارسات السلطوية التي تهدف إلى إعادة مسلسل التحكموالإستبداد من جديد حسب تعبيره. القصة ابتدأت مساء الجمعة فاتح غشت، حين احتشد المئات من ساكنة مدينة تطوان في ساحة مولاي المهدي (الخاصة)، للمشاركة في مسيرة تضامنية مع غزة دعت لها المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان التابعة لمنظمة التجديد الطلابي،وبعد قيام الجهة المنظمة بمختلف الإجراءات القانونية للحصول على ترخيص المسيرة، تفاجأ المشاركون بالحضور الأمني المكثف وبالتطويقالذي فرضته القوات المساعدة والقوات العمومية على المسيرة،حال دون تحركها في شوارع تطوان كما كان مُقررا، وبعد استفسار المنظمين عن سبب المنع، قال مسؤول الدائرة الأمنية أن والي المدينة أصدر قرارا بمنع المسيرة، رغم عدم توصل الهيئة المنظمة بأي قرار مكتوب يفيد المنع كما تقتضيه المعاملات الإدارية في مثل هذه الأمور، حسب ما جاء في بيان التجديد الطلابي. الهيئة الطلابية قالت أنها، ومع قرر المنع هذا، اضطرت إلى تحويل المسيرة إلى وقفة بساحة الخاصة تفاديا لوقوع أية مشاكل،لكنها اعتبرت المنع إهانة لها واستخفافا بإرادة التطوانيين الذين لبوا نداء الضمير الإنساني، وحجوا بكثافة للمشاركة في المسيرة حسب ماجاء في نص البيان. كما استغربت المنظمة الطلابية قرار منع مسيرة تضامنية سلمية مع شعب يُقتل ويذبح ليلا ونهارا، في وقت تحضى فيه القضية الفلسطينية بدعم ملكي سامي جسدها الخطاب الملكي الأخير الذي أدانبقوةالجرائم الصهيونية في حق الفلسطينيين، وأعلن دعمه لأهل غزة عبر استقبال الجرحى وإرسال دعم مادي كبير، حسب ذات البيان. في نفس السياق، قال بلال كريكش عضو الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بتطوان، أن والي وباشا مدينة تطوان يخالفون الإرادة العليا في البلد مجسدة في الدعم الملكي لغزة واستنكار العدوان الصهيوني على أهلها المحاصرين، بمنعهم لمسيرة سلمية تضامنية مع أطفال ونساء القطاع المحاصر، وأضاف المتحدث خلال اتصال هاتفي معه أن المنع يعتبر استهانة بمشاعر أبناء تطوانالذين خرجوا لمجرد التعبير عن تنديدهم للمجازر التي يتعرض لها إخوانهم في غزة، خاصة وأن باشا المدينة سبق له أن منع عدة وقفات وفعاليات مساندة لفلسطين في الأشهر الماضية، "وهو ما يجعلنا نتساءل هل السلطات المحلية تستجيب لإرادة أبناء المدينة أم ترضخ لإرادة جهات أخرى" يقول كريكش. هذا ويُذكر أن المسيرة التي منعتها السلطات المحلية يوم الجمعة المنصرم، تحولت إلى وقفة حاشدة بساحة مولاي المهدي، رفع فيها المشاركون شعارات ولافتات تعبر عن التضامن المطلق مع أهل غزة، كما عرفت الوقفة اتصالا هاتفيا عبر مكبرات الصوت مع الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حسام بدران، إضافة إلى لوحات تعبيرية فنية قدمها الأطفال تعبيرا عن تضامنهم مع غزة، وكلمات لشخصيات سياسية بالمدينة.