بعد أن جربت بيداغوجيا الإدماج في المؤسسات التعليمية الابتدائية، و نظرا لما خلفته من استياء بين صفوف الأساتذة و الأستاذات، و ذلك لعدم مسايرتها للمستوى التعليمي و المعرفي للمتعلمين و المتعلمات. و لعدم ملاءمتها و المحتوى المدرس و المعتمد في المقررات الدراسية. قاطعها معظم أساتذة و أستاذات التعليم الابتدائي، و طالبوا بإلغاءها، و ذلك لعدم جدواها و لتضييعها للزمن المدرسي، ثم ألغتها وزارة التربية الوطنية بعد ذلك. دخلت بيداغوجيا الإدماج إلى حيز التطبيق في النظام التعليمي المغربي، كجزء إجرائي للمقاربة بالكفايات، و التي تعتبر مقاربة تشكو من غياب شق التقويم. حيث يندرج تبني البيداغوجيا في إطار المشروع الثامن المنتمي إلى المجال الأول و الرامي إلى التحقيق الفعلي لإلزامية التعليم إلى غاية سن 15 سنة.وهو المشروع الذي سطر كهدف له التركيز على المعارف والكفايات الأساسية، والمستنبطة من التوجيهات الأساسية المحددة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي ينص، بخصوص التقنيات البيداغوجية، على اعتماد المقاربة بالكفايات . وتعتمد هذه المقاربة على العمل بالتناوب بين فترات إرساء الموارد و المتمثلة في أربع أسابيع للتعلم، تعقبها فترة التقويم، و تتجلى في أسبوعي الإدماج والمعالجة. تعود بعدها الأسابيع الأربعة لإرساء الموارد و هكذا دواليك حتى انتهاء السنة الدراسية، حيث كانت تنقسم إلى أربعة مراحل. بعد أن توقف العمل بالبرنامج الاستعجالي و ببيداغوجيا الإدماج، عاد الأساتذة للعمل بالمقاربة بالكفايات، دون شق التقويم، و أول ما قامت به وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني، بعد أن التعديل الحكومي، هو إرسال لجان لتقويم البرنامج الاستعجالي و افتحاصه، و أيضاً تمرير استبيانات لتقييم العمل ببيداغوجيا الإدماج. و ذلك لتطبيق مبدأ مشاركة الأساتذة في اتخاد قرار نجاح أو فشل تطبيق البيداغوجيا و جدوى العودة للعمل بها، و ذلك من خلال طرح أسئلة حول الأثر الذي خلفه حذف العمل ببيداغوجيا الإدماج، سواء على عمل الأستاذ(ة) أو على مستوى المتعلمين و المتعلمات. و مدى جدوى التكوينات التي تلقاها الأساتذة و الأستاذات في مجال الإدماج. فهل هذا تمهيد لعودة الإدماج للمؤسسات التعليمية؟ و هل ستعمل الوزارة على تكييف المقررات الدراسية للتلاءم مع التقويم بالإدماج؟ و هل يرى الأساتذة و الأستاذات أن بيداغوجيا الإدماج تصب في صلب الإصلاح المنشود للقطاع و في صالح المتعلمين و المتعلمات؟ هذا ما ستجيب عنه الخطوة القادمة لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني بعد تفريغ الاستبيان. و كلنا أمل أن تحيلنا نتائجه لما فيه خير للمنظومة و للرفع من جودة التعلمات و من المستوى الدراسي للمتعلمين و المتعلمات. متابعة