أحيت فنانة السوبرانو سميرة القادري التي كانت مصحوبة بمجموعة "أرابيسك" مساء أمس السبت بالملعب البلدي ببوعرفة، حفلا فنيا قدمت خلاله بعضا من روائع الغناء الأوبرالي، وذلك في إطار الدورة الأولى للمهرجان الدولي لموسيقى الناي والفنون البدوية. وأدت سميرة القادري بإتقان وبفنية عالية ألبوما غنائيا ينحدر من تقاليد الموسيقى القروسطية والنهضوية للجزيرة الابيرية، وذلك في قالب تجديدي يربط هذه الموسيقى بأصولها وجذورها الأولى، معتمدة على الآلات الأصلية كالعود والقانون والناي. ويعود اختيار الجهة المنظمة لفنانة السوبرانو القادري لقيمتها الفنية والموسيقية الرفيعة، وأيضا لكونها سعت عبر الموسيقى والغناء إلى إيصال رسائل إنسانية تهدف إلى رد الاعتبار للحضارة الإنسانية بالأندلس، وذلك نتيجة التفاعل الحضاري العميق بين كل مكونات وأطياف المجتمع الأندلسي. وقال مدير المهرجان محمد جبوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الفنانة سميرة القادري ترعرعت في أسرة تهوى الفن والسماع الصوفي، حيث كان أبوها عاشقا للموسيقى هاويا للتمثيل، وانبثقت لها عدة مواهب في المسرح والتمثيل والغناء في سن مبكرة، وتعرفت على الأدب والفن والتدبير الثقافي بشكل احترافي وعلمي بعد دخولها للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بمدينة الرباط. وأوضح أن نجاح سميرة يعود بالأساس الى بحثها في غنائيات البحر الأبيض المتوسط، وإلى اكتشافها لعدة نظريات جديدة في تاريخ الموسيقى المتوسطية، وذلك من خلال عدة أبحاث عرفت بها في العالم، وأيضا من خلال إشرافها على العديد من المحترفات التكوينية في الموسيقى الإيبيرية، ومشاركاتها العديدة في إلقاء مجموعة من المحاضرات في الجامعات المتوسطية في الدول العربية والأوربية. و.م.ع