انطلقت يوم أمس الثلاثاء بقاعة " أوشوا " فعاليات الدورة السابعة من « مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة » في احتفال بهيج ممزوج بفرحة العيد سيتواصل إلى غاية غشت الجاري16 ، وستكون دورة هذا المهرجان الذي أضحى لقاءا ثقافيا وفنيا بارزا ذا خصوصية وهوية متميزة ، مثقل بحمولة فنية وثقافية تعكس راهن ومستقبل الأغنية الجبلية ، التي تراهن على زيادة القيمة المضافة الحقيقية من خلال مبادرات أصحاب الهمم الذين أعدوا العدة لهذا اللقاء الذي يحمل شعار: " الموروث الفني الجبلي ... تراث متجدر " وذلك من خلال برمجة ثقافية وفنية متنوعة تتمثل في ثلاث سهرات فنية كبرى ، اثنين منها بساحة المسيرة الخضراء بطنجة والسهرة الختامية بساحة محمد الخامس بمدينة أصيلة ، وكعادته سيستقطب المهرجان ثلة من الأسماء الكبيرة من أعلام فن الطرب الجبلي الذين ينحدرون من مختلف مناطق المملكة التي يترسخ فيها هذا الفن العريق ، ومن خصوصيات دورة هذه السنة أنها ارتأت الإنفتاح على مواويل و إيقاعات متوسطية عربية متمثلة في فرقة فنونيات للدبكة والتراث الشعبي الفلسطيني وفرقة البلمند اللبنانية للفنون الشعبية والموسيقى الشرقية التي تحل لأول مرة ضيفة على المهرجان . وعملا بمبدأ تكريم الإبداع والمبدعين ، وترسيخا لثقافة الإعتراف ، سيرا على عادات وتقاليد المهرجان منذ نسخته الأولى ، كرم المهرجان في سمره ليوم أمس ، أحد رموز الفن الجبلي ومشايخه الكبار ، ويتعلق الأمر بالمايسترو العربي بلوافي ( مقدم بفرقة الحصادة بأحد الغربية ) ، ومن جهته أوضح مدير المهرجان عبد العزيز بنسليمان أن الدورة السابعة تعد فرصة حقيقية لتقديم العديد من المواهب الشابة ، التي ستبرز عطائها في حضرة شيوخ وفناني وفنانات هذا اللون ، ضمانا لاستمرار سيرورة هذا الطابع التراثي المغربي والعمل على تطويره بأفكار جديدة تحسن من أدائه وترفع من جودته ، ليزيد من جماله وروعته لتجذب أجناسا من الميول والأذواق المتجهة نحو الفنون الدخيلة والبديلة الرديئة . السمر الأول من ليالي المهرجان تميزت كذلك بمشاركة العديد من الأسماء المعروفة ، عبد المالك الأندلسي ، الحسن العروسي ، كريمة الطنجاوية ....وافتتحت هذه العروض بتقديم ملحمة تراثية تميزت بتناغم الألوان بين فن العيطة الجبلية والدبكة الفلسطينية ، في حوار فني لامس بتأثر كبير القضية الفلسطينية . وموازاة مع ذلك أعد برنامج ثقافي من تأطير مجموعة من الأساتذة والباحثين سيحاضرون في موضوع " العيوع الجبلي بين ضفتي المتوسط " هذا المشروع الذي يروم النهوض بالبحث العلمي والتوثيقي لهذا الموروث الثقافي والحضاري الذي يعتبر في معظمه تراثا شفاهيا مهددا بالإنقراض ، ومن أجل إعداد هذا البحث اصطدمت جهود الأساتذة الباحثين بعدة عراقيل في مقدمتها قلة المصادر وشح المعلومة التي تبقى مختفية ومفقودة بين ثغور منطقة جبالة بتضاريسها المعقدة وجغرافيتها الشاسعة . تريا ميموني