كلنا نعلم أن مدينة تطوان عرفت ركودا إقتصاديا خانقا في السنوات العشر الأخيرة . حيت أن الساكنة و المواطنين وصفوه بالحصار الغير معلن أو غير المباشر على المدينة . إلى الحد الذي أفقدها هويتها بعدما كانت خلال عهد الحماية تتوفر على أكبر عدد من المصانع و المعامل بشمال المغرب إذ توفر ألاف مناصب الشغل وفرص العمل . لكننا لاحظنا أن المدينة التي كانت مشرقة في يوم من الأيام أصبحت مظلمة بعد تعرضها لتهميش غير مسبوق أدى لإغلاق أهم معاملها ، إذ تحولت جذريا بعد كل هذا النشاط إلى مجرد أطلال تبكي ماضيها العريق و المتعارف عليه و تمقت واقعها الحاضر الشنيع. حيت تحولت المنطقة الصناعية الكائنة بالطريق الرابطة بين تطوان و مرتيل الى مجرد مستودعات لتخزين المنتوجات من طرف الشركات الكبرى حيت و بين الحين والآخر يعلن معمل ما توقفه أو رحيله ليشرد بذلك العديد من الأسر دون أخد تعويضات و لا حتى مستحقات. و من جانب آخر، فإن معبر باب سبتة الذي كان المتنفس الوحيد لألاف العاطلين عن العمل من مختلف الأعمار رجالا ونساءا و الذي يشكل مصدر رزق للعديد من العائلات و الأسر أصبح الآن و بفعل إغلاقه المتكرر سواء لأغراض أمنية أو بغرض توسيعه كابوسا أسودا تتمنى الساكنة أن تستفيق منه. ((الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزه ليجعل الكثيرين يخسرون أرواحهم جراء التدافع نحو المعبر أو مهاجرين غير نظاميين يحاولون العيش مرة أخرى حياة كريمة خارج الواقع المرير في أرض الوطن ولو على حساب أرواحهم )).الا أن معاناة الشباب لم تنتهي هنا فقط، بل كان ضحيتها أيضا شباب لازالوا في مقتبل العمر قرروا بين ليلة و ضحاها إنهاء حياتهم البئيسة إلى الأبد عن طريق الإنتحار و التخلي عن حقهم في الحياة بدل الموت ألف مرة و هم يعانون من شبح البطالة و لعنة المستقبل المجهول أو بتعبير آخر هاجسه . حيت لا ننسى إصرار السلطات المحلية على إعتماد سياسة تعجيزية لأصحاب المحلات عبر إجراءات ضريبية غير معقولة في حقهم إذ أدت و مع الأسف بالعديد من التجار إلى إغلاق مصدر رزقهم لإنعدام المداخيل. كما هدد منعشون آقتصاديون و مقاولون كثر بوقف الإستثمار بالمدينة ووقف البناء الذي يوفر المئات من فرص الشغل لليد العاملة في مختلف الإختصاصات جراء المراجعات الضريبية المفروضة من طرف وزارة المالية . لقد تذمر الساكنة مرارا من التقسيم المجالي غيرالعادل و أبذوا آستنكارهم من الإهتمام الممنوح لبعض المدن دون الأخرى سارقين منها بشكل تدريجي مكانتها أولا في الجهة و ثانيا قطاع التعليم،السياحةوالصناعة حتى زراعة الكيف التي كانت تستفيد من مداخيلها و عائداتها ضيقوا الخناق عليها فبدأ المستثمرون فيها بالهرب إلى مدن أخرى باحثين عن البديل . *لكن السؤال المطروح هنا هو كيف يمكن النهوض باقتصاد هذه المدينة ؟ ومن المسؤول عن الوضعية التي تعيشها تطوان ؟و ماهي الحلول الناجعة لفك هدا الحصار في أقرب وقت !؟ في الواقع هناك العديد من الإقتراحات لمحاولة إنعاش إقتصاد تطوان المهمشة مرة أخرى. مثلا البدأ بدراسة آستراتيجية جديدة على المستويين المحلي و الوطني(الحكومة) و ذلك بإحدات مناطق صناعية جديدة بالمنطقة الصناعية الكائنة بمرتيل و جعل القطع الأرضية بها مكانا يخدم المشاريع الشبابية كالمقاولات الصغرى و المتوسطة و كذا تشييد مشاريع توفر فرص العمل لمختلف الفئات الشبابية بمختلف الكفائات مع القيام بدورات تكوينية تستهدف الشباب خصوصا ، إلى جانب فتح مراكز تأهيلية مختصة لإنقاذ الشباب من الضياع وإعادة إدماجهم في المجتمع لضمان مستقبل مشرق لأبناء هاته المدينة الجميلة و الرائعة. تشجيعهم على الإستثمار و دعمهم ماديا إلى حين تم إيجاد بديل ملموس يمكنهم من ولوج عالم الشغل وإثبات الكفاءات . لأن شباب اليوم هم بالتأكيد صناع التغيير غدا . الإشكالية المطروحة هنا هي من هم المسؤولون على أرض الواقع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ؟ في الواقع هناك أطراف متعددة تقع على عاتقها مسؤولية ماحدث لهاته المدينة التي كانت في وقت ما خلفية بآمتياز. البرلمانيون المنتخبون من طرف الساكنة الذين تقاعسوا عن واجباتهم و لم يكلفوا أنفسهم أبدا عناء التفكير في وضعية الساكنة مع الأخد بعين الإعتبار أنهم كانوا يوما ما مواطنين تطوانيين جد عاديين آنتخبهم الساكنة آملين في مستقبل مشرق، طامعين في التغيير ، وباحثين عن أمل مخفي ولو كان صغيرا وسط هاته العتمة. الشباب،الشباب الشمالي التطواني الذي فقد الرجاء في مدينته و أسقط راية الإستسلام إلا من رحم ربي. لم يعد يفكر في التحرك خطوة للأمام لأنه و ببساطة تلك الإعجازات المقصودة أضعفت روحه القتالية و النضالية فأصبحوا أجسادا لا تفكر إلا في الهجرة بأي طريقة متاحة. لكني كتطوانية شمالية يمكنني أن أجزم اليوم أنهم وإن أرادوا لهاته المدينة أن تقتل ،فإن شبابها قادرين على إحيائها من جديد . #hananelkhamissi