الصورة اعلاه هي حالة ناطقة لما يوجد على سطوح المباني و المواقع المتواجدة بمحيط الدائرة العاشرة للامن الوطني بحي الوسعة ، و هي تختزل جانبا من المعالم الاثرية و العمران العتيق التي تزخر به الاحياء العتيقة لمدينة تطوان التاريخية التي اصبحت تصنف تراثا عالميا منذ سنة 1997 بعدما تم تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي المعتمدة من قبل منظمة اليونسكو . فهذه المنشآت العمرانية المعمرة لاكثر من اربعة قرون و الايلة للسقوط ما تزال تتطلع الى من يحسن اليها ، و يعمل على صونها و ترميمها الى جانب المحلات و المباني التاريخية التي توجد بالطابق الاسفل منها حيث موقع مقهى بلحدب ، و لم تحظى بعد بالعناية المطلوبة رغم أهميتها التاريخية و الاثرية ضمن البرنامج الملكي السامي التكميلي لتاهيل و تثمين مدينة تطوان العتيقة 2023/2019 الذي أشرف على انطلاقته عاهل البلاد بمراكش تحت شعار التجديد للمحافظة على الاصالة و رصد له مبلغ ب 350 مليون درهم ، و الذي وجد خصيصا من اجل المحافظة على المدينة العتيقة و معالمها استنادا للأهداف المحورية المرسومة له و بخاصة المحور الاول من البرنامج الذي ينص على استهداف تأهيل المجال العمراني بغلاف مالي قدره 193 مليون درهم، ويهم ترميم 150 بناية آيلة للسقوط ومعالجة البنايات الخرب، واستكمال ترميم وتدعيم الأقواس والسبطات، و تجهيز المسارات الرئيسية بالأسقف الخشبية، ترميم 4 مساجد هي الربطة و مسندي و الجامع الجديد و الساقية الفوقية، بالاضافة الى تتمة انارة أسوار المدينة العتيقة، ثم إنجاز مرآب بباب الجياف. و تجدر الاشارة الى أن حالة المعالم العمرانية المشار اليها موضوعه تنذر بامكانية انهيارها و تلفها في اية لحظة لا قدر الله اذا ما حدثت هناك تساقطات مطارية عنيفة أو رياح عاصفية قوية لساعات عديدة . خصوصا المباني و المحلات و المواقع الهرمة و المتقادمة بفعل عامل الزمن و القرون العديدة التي كانت تؤوي ساكنة هاجرتها خوفا على نفسها . و اصبحت الان فضاء لبعض الحرفيين و الصناع التقليديين . فمتى اذن ستحظى هذه المعالم الاثرية الثمينة بالعناية باعتبارها موروثا عمرانيا وطنيا و عالميا ، و متى ستأخذ نصيبها من التأهيل و الاصلاح ؟