كانت من القبل مدينة تطوان تحلق في السماء بمناظرها الهمت الزوار سواء الاجناب أو المحليين ، فكم هي جميلة تلك الاشكال الهندسية في البنايات و المآثر العمرانية التي كانت عبارة عن لوحات فنية ابتدع فيها الفنانون. أما اليوم فلم تعد تلك الحمامة حرة حتى تم وضعها في قفص بدعوى الحفاظ على التراث، حيث أصبحت جميع الازقة في سياج لا أساس له ولا علاقة له بالتراث. وعند زيارتنا "طرانكات" صرح لنا بعض المواطنين، أن الحي أصبح مخنوقا يحدث القلق بسبب السياج الذي وضع له ، كما أن شكله يحدث اضطرابات نفسية للمواطنين . وفنس الشيء صرح لنا أحد التجار بحي ساقية الفوقية أن ما تم احداثه لا علاقة له بالتراث كما يدعي اصحاب القرار ، وهل يعقل أن السياج وضع تحت الانارة العمودية ؟، فما دورها إذن ولماذا يتم فتحها؟ ، مادام أنها وضعت فوق السياج الذي يثير الرعب. في حين صرح لنا مواطن من الجيل الماضي أن مثل هذا النوع كان في أماكن محددة جدا بالمدينة حيث وضعت بعد الدراسة تامة حتى تعطي رونقة للمدينة وكان يراعى فيها جميع الجوانب مثل ساعة الوسعة ، والطرافين وكانت تستغل أيضا لنشر عليها النباتات التي تزيد من جماليتها ، وغالبا تكون مرتفعة حتى لا يحس المواطن بالضيق. أما اليوم فالدينة أصبحت في قفص يحجب جميع معالم المدينة و هيكلها المعماري الذي كان طلب الفنون الجميلة يبدعون في رسومها. بل حتى السياح كانوا يتمتعون بتلك الهندسة . أما تغليف جميع الازقة بهذا النموذج وبطريقة عشوائية من أجل هدر المال العام فلا أساس له من الصحة ، يستنكره جميع المواطنين.