تتمتع بحب الفن لأبعد درجة ، تغوص في عالمها التشكيلي بين الألوان وفرشاتها بحثا عن مدينة هادئة وزرقاء كمدينة أصيلة ، لأنها تعشق الأزرق ، كما تعشق الحب والحياة الهادئة ، هكذا تترجم الفنانة التشكيلية المغربية ندى أمزيان لوحاتها ، تحاول دائما أن تبرز الجانب المشرق والمبهج في أعمالها الفنية . ندى أمزيان ، فنانة تشكيلية موهوبة ، عشقت الرسم في سن مبكرة ، لوحاتها مأوى حقيقي لإبداعاتها ، وأرض خصبة لنمو مواهبها وخيالها وتصوراتها ، اعتمدت على نفسها وتشجيع الأسرة لها وشغفها الكبير ، حتى أوجدت لنفسها مكانا في فضاء الفن التشكيلي المغربي ، بإبداعها ولوحاتها الرائعة ، وما حققته ندى اليوم أصبح ينظر إليه بإعجاب كبير . استطاعت الفنانة ندى أن تجمع بين البيت والفن التشكيلي ومواصلة الطريق ، حيث وجدت نفسها ضمن الألوان ، وسعت إلى ترسيخ حضورها ضمن الإطار الذي تحبه ، فكان الرسم بالنسبة لها حالة لا تخلو من بعض الصعاب ، ولكنها تابعت الطريق الذي رأت من خلاله أن الأحلام يمكنها أن تصبح واقعا جميلا ، مشيرة إلى أن ألوانها تشبهها فهي دائما مبتسمة ، وأن الفرح يصقل اللوحة بشكل كبير ، كما يعطيها الأمل والحب. ندى أمزيان تعمل في صمت ، تتقبل نصائح الفنانين ، وتستمع إلى قراء لوحاتها ، لتعرف ما نطق به قلبها وما جادت به أناملها الذهبية. تقول الفنانة ندى أمزيان : لم أجد أمامي سوى الريشة والألوان ، كي أعبر عما في داخلي من مشاعر وأحاسيس وترجمته على اللوحة ، موهبتي الفطرية حفزتني لخوض التجربة ووجدت أنني أمتلك المقدرة على ذلك. وتضيف ندى : علاقتي مع الرسم ليست وليدة اللحظة ، فقد كنت أرسم في صغري ، ولكن لاحقا أخذتني الحياة إلى مكان آخر لفترة زمنية ، وربما لم أدرك ذاتي الفنية كما يجب ، ولكن الآن أظن أن هذه الذات تحررت وانطلقت من خلال الرسم والألوان .
وتبدو علاقة ندى أمزيان بالطبيعة واضحة من خلال لوحاتها حيث قالت : بيني وبين الطبيعة رابط قوي ، أحس أنني أنتمي إلى المدرسة التي تركز على اللون والمنظر ككل ، من دون التدقيق في التفاصيل ، بمعنى أنني أركز على الشكل العام للوحة طبعا بألوان زاهية ، وأظن أن لوحاتي تشبهني كثيرا ، فهي جزء مني ، حين ترسم تطلق العنان لكل مكنونات نفسها وتسكبها مع الألوان. ندى أمزيان تتقدم بالشكر لكل من دعمها بكلمة أو بابتسامة جعلتها تمضي وتجتهد في مسار الفن الراقي ، فالفن بالنسبة لها هو جزء من الحياة ، فعندما يرسم الفنان ويبدع تصل رسالته بشكل صحيح إلى الجميع لأنه الرسم تعبير داخلي وكتلة إحساس هادئ يوصلها الفنان للمتذوق .