لماذا هذا الطغيان؟ أعاني من الظلم والقهر أذقتني كل أنواع الجور لماذا تصر على تدميري؟ وكأنك تثأر مني والحياة بجانبك تصفعني وكل أشكال العذاب تذيقني وألوان المرار تسقيني. سئمت هذه الحياة كليا كلما تأمّلتها جليا وجدتها طاغية لم تهدني سوى المعاناة لم توجّه لي غير الضربات والصفعات والآهات تلو الآهات تُقبر أجمل الطموحات وتُعدم الآمال العريضات.
لماذا تعاكسني يا زمان؟ لماذا هذا الطغيان؟ إلى متى هذه الأحزان؟ أزرع ورودا رائعة ولا أحصدغير أشواك مريعة أهدي زهرا بديعا وأتلقى عوسجا فظيعا. أظُنُّني وجدت في هذه الحياة لأكون مختبر الحياة تختبر فيه قدرة البشر على تحمل القهر سئمت من أداء هذا الدور، تعبت من آلامها مللت معاناتها ومآسيها مآس تحملتها لن تَقْوى جبال على تحملها بل تنهدّ من قسوتها وجبروتها رغم شموخها واعتدادها بنفسها.
إلى متى؟ إلى متى هذه الحال؟ وإلى أين المآل؟ إلى متى تستعذب تعذيبي؟ إلى متى ستعصف بي؟ وتحاربني؟ عواصفك اهتزت لها أركاني زلازلك تصدّعت لها جدراني كوارثك حطّمت كل كياني حتى أصبح آيلا للسقوط ولا من يمنعني من السقوط. لكنني سأُرمّمُه من جديد وأقف بكل تحدّ وصمود سأواجهها بكل عناد وأعلن الجهاد سأقف في وجه الحياة بكل ثبات؛ لن أهزم لن أستسلم سأستمر في الحلم سأتسلح بالأمل لأرفع الظلم مهما كانت الحياة عنيدة سأظل صامدة. تستغل الحياة عشقي للورود وضعفي أمامها تقدم لي أجمل ورودها ما أفتن بها أتسلّمها يسكرني عطرها ثم أكتشف أنها قناع زيف وخداع أجدها أشواكا قاسية للفؤاد دامية تجرح القلب بعنف فينزف دون توقّف. تجرح العين الباكية والروح السامية إحسان الربجة