بعد التعاقد مع المدرب عبد الواحد بنحساين في فبراير الماضي، عرف فريق المغرب التطواني صحوة ترجمت على مستوى نتائج مباريات النصف الثاني من البطولة الاحترافية للموسم الماضي، مكنته من الارتقاء من المرتبة الأخيرة إلى المرتبة ال11، وتفادي كابوس النزول إلى القسم الثاني، الذي جثم على أنفاس الجماهير التطوانية على مدى عدة دورات. وبالرغم من الهزيمة في الدورة الأولى من البطولة الاحترافية 2018 - 2019 أمام فريق أولمبيك خريبكة والإقصاء من منافسات كأس العرش على يد الغريم التقليدي اتحاد طنجة، تأمل الجماهير التطوانية في استعادة التوازن والأداء الجماعي المقنع بين مكونات الفريق، لتجاوز عثرات انطلاقة الموسم، التي كسرت أجنحة فريق الحمامة البيضاء. ونفى المدرب عبد الواحد بنحساين، في تصريح صحفي أن "يكون الوضع كارثيا، كما يصوره البعض، بعد تلقي الفريق لهزيمتين، واحدة في البطولة خارج الميدان، وأخرى في كأس العرش، وفي المباراتين معا كان بإمكاننا الخروج بنتيجة أفضل"، داعيا إلى "عدم التشويش على النادي وعلى جهد المدرب واللاعبين والمكتب المسير الجديد". وشدد على أن الفريق "لم يخسر 44 نقطة خلال 18 لقاء الموسم الماضي، لكن مقارنة هذا الموسم بالعام الماضي خطأ ونكران لمجهودات كل مكونات الفريق"، مبرزا الحاجة إلى "دعم الجماهير لفريق يضم عناصر شابة وأخرى ذات تجربة، تحتاج إلى قليل من الوقت والصبر، وإلى اللعب أمام الجماهير التطوانية بميداننا". إثر اختيار إدارة جديدة للفريق برئاسة محمد رضوان الغازي، النائب الأول لرئيس المكتب المستقيل، شرع النادي في سلسلة تعاقدات جديدة بهدف تعزيز صفوف الفريق، كما خاض عدة مباريات ودية إعدادية للبحث عن الانسجام بين العناصر القديمة والجديدة، وتثبيت أسلوب اللعب على رقعة الميدان. إنقاذ الفريق الموسم الماضي كان بمثابة "معجزة"، هكذا يرى مدرب المغرب التطواني الذي كان يأمل في أن يحافظ على النواة الرئيسية للاعبين الذين أنهوا الموسم، لكن رحيل بعض اللاعبين الذين شكلوا أركان الفريق بسبب الإكراهات المالية أو انتهاء عقودهم فرض على المكتب المسير والطاقم التقني وضع "تصور مغاير". وقال بنحساين "لقد اتفقت مع رئيس النادي على تكوين مجموعة تكون على مقاس واقع الفريق، على أن تكون قادرة على التنافس واللعب في القسم الوطني الأول"، مضيفا أنه بناء على تحديد الهدف الاستراتيجي في الحفاظ على الفريق في الدرجة الأولى هذه السنة وتكوين فريق مناسب لذلك، تمت عملية الانتداب، وشملت تمديد وتجديد عقود لاعبين واستعادة لاعبين مروا من الفريق، إلى جانب إجراء اختبارات تجريبية للاعبين من الهواة وفريق الأمل. في هذا السياق، أعلنت إدارة النادي عن حوالي ثمانية تعاقدات جديدة لتعزيز خطوط الدفاع والوسط والهجوم. وهكذا تم التعاقد مع المهاجمين أسامة الحلفي وماريو برنار ماندرو، لاعب منتخب الشباب والمحلي بالغابون، ثم تعزيز الدفاع بزكريا عيوض ويوسف بوشتة وخليل بنحمص، وتجديد عقد فيفيان مابيدي، والتعاقد مع الحارس رضا بوناكة، وتطعيم الفريق الأول باللاعب أيوب لكحل، الذي يعتبر نتاج مدرسة المغرب التطواني. وأبرز المدرب بنحساين أن هذا "التصور التقني أفضى إلى تكوين فريق، اعتمادا على اختيارات واقعية بالنظر إلى الظروف الحالية"، معربا عن نوع من الرضا بخصوص التشكيلة. وشدد على أن "معنوياتنا مرتفعة جدا، كما نعمل بجدية وتركيز، ونواصل كل يوم تطوير مستوى انسجام اللاعبين ونرفع من الإيقاع، لتثبيت أسلوب اللعب والثقافة التكتيكية"، مضيفا "نحن مقتنعون بما نفعل، ونتجاهل رغبة البعض في التشويش، بهدف إسعاد الجماهير التطوانية التي تعشق الكرة الجميلة". وخلص المدرب بنحساين إلى أنني "بطبعي أريد دائما أن أكون بطلا، فأنا شخص تروقه المغامرة والتحدي لتحقيق النتائج والفوز، أنا لا أطيق الهزيمة، وهذا ما أريده لفريقي ولكافة الجماهير". جماهير ملعب سانية الرمل وبعدما عانقت التتويج لمرتين بلقب البطولة الاحترافية (2012 و 2014)، تعلق الكثير من الآمال على المدرب والمكتب الجديد وكتيبة اللاعبين للتحليق بعيدا بفريق الحمامة البيضاء، واستعادة الأفراح وطعم الانتصارات، التي تعيد بعضا من المجد الكروي.