محمد عادل التاطو / تطوان قال المفكر الإسلامي محمد الطلابي إن الدعوة إلى دولة دينية أو دولة علمانية في العالم الإسلامي يعتبر خطأ قاتل لمرور الأمة من عصر الصحوة إلى عصر النهضة، مشيرا إلى أن الدولة الدينية انقرضت في التاريخ ولم يبقى لها إلى جيْبَيْن هما دولتي إيران والفاتيكان حسب قوله، ومعتبرا في ذات السياق أن الغرب نجح في الدولة العلمانية وفي إبعاد الدين عن إدارة الشأن العام لتسبب الكنسية في انحطاط حضاري مهول لأوربا عكس الإسلام الي كان في ذات الوقت يبني حضارة زاهرة في الشرق مما جعل الدعوة إلى إبعاد الإسلام عن إدارة الشأن العام غير منطقي حسب تعبيره. عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح الذي كان يتحدث صباح اليوم الخميس بكلية الآداب بتطوان ضمن الجلسة الفكرية الثالثة لجلسات المنتدى الفكري الوطني السابع دورة "الدين والدولة" الذي تنظمه منظمة التجديد الطلابي بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، أكد على أنه لا يمكن للإسلاميين أن يمارسوا الحكم بدون امتلاك نظرية في بناء الدولة وتغيير المفاهيم المتعلقة بها في الإسلام، معتبرا أن المطلوب اليوم هو دولة مدنية خالصة تكون مرجعيتها من اختيار الشعب سواءاً كانت مرجعية دينية أو لا دينية، مشيرا إلى أنه جاء الوقت لوقف الصدام بين الحضارتين الإسلامية والغربية الذي دام لأكثر من 1000 سنة وتسبب في إهدار كبير للمشتركات الحضارية، مشدداً على ضرورة الإنفتاح القوي على الغرب والأخذ ببعض مفاهيمه الحضارية المؤدية في تحقيق مبادئ الإسلام، كما دعا في هذا الصدد إلى بناء دولة عابرة للأقطار لنهضة حضارية حقيقية للأمة في الظرفية الراهنة. الطلابي اعتبر في نفس المحاضرة التي شارك فيها أيضا كل من الباحث سلمان بونعمان ولحسن تلحوت وعبد الحق الدوق أن وجود وسائل تفكير غير سليمة تنتج تلقائيا أفكار غير سليمة، ويتجلى ذلك في عدم نجاح الأمة في امتلاك وسائل تفكير راشدة تنتج نظريات مساهمة في النهضة وبناء الحضارة. هذا وتستمر فعاليات المنتدى الفكري السابع دورة "الدين والدولة في السياق الإسلامي المعاصر : مقاربات نقدية" بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان من 8 إلى 10 ماي بحضور نخبة من المفكرين والباحثين الأكادميين وبمشاركة طلبة يمثلون مختلف الجامعات المغربية، وذلك بهدف - حسب عصام الرجواني المشرف على هذا المنتدى الفكري- خلق نقاش جامعي طلابي مواكب لطبيعة التحولات التي تشهدها الساحة العربية والإسلامية ضمن سياق الثورات العربية خصوصا في ظل الإنتصار الإنتخابي الذي حققته جزء من الحركات الإسلامية وتنامي النقاش العمومي حول مقتضيات تدبير العلاقة بين الدين والدولة.