ألقي عليهم القبض بنواحي الناظور وبحوزتهم مبالغ مالية حصلوا عليها من عمولات تهجير أفارقة أسفرت عمليات مراقبة دوريات حراسة الحدود والسواحل المتوسطية عن اعتقال عناصر من القوات المساعدة، ضمنهم ضابط، يشتبه في استدراجها من قبل شبكات لتهجير أفارقة عبر قوارب سرية إلى إسبانيا مقابل إتاوات مالية. وقالت مصادر “الصباح” في الناظور إن أفرادا من الدرك الملكي بقرية أركمان التابعة لسرية زايو ترصدوا، مساء أول أمس (الخميس)، لأفراد من “المخازنية” يرابطون في منطقة مراقبة ساحلية غير بعيدة عن جماعة البركانيين، مؤكدة أن العملية انتهت إلى اعتقال ثلاثة منهم وبحوزة أحدهم 50 ألف درهم. وحسب المصادر نفسها، فإن المشتبه فيهم فوجئوا بوصول دورية للدرك الملكي، إذ حاول أحد العناصر إخفاء المبلغ المالي في ملابسه الداخلية، قبل أن يخضع إلى التفتيش، وفق الضوابط القانونية المعمول بها، والكشف عن حزمة من مبالغ مالية من فئتي 100 درهم و200 ملفوفة في ورق جريدة. وقالت المصادر إن الموقوفين اقتيدوا إلى مركز الدرك بقرية أركمان للشروع في التحقيق معهم حول مصدر تلك الأموال واحتمال تسلمها من عصابات متخصصة في الهجرة السرية، فيما أمرت النيابة العامة المختصة بوضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث معهم في التهمة المنسوبة إليهم. ومنذ توقيف 20 مهاجرا إفريقيا يتحدرون من دول جنوب الصحراء، قبل أسبوع، كانوا يستعدون إلى الإبحار ليلا على متن قارب مطاطي من الحدود الساحلية التابعة لجماعة البركانيين، لم تتوقف التحقيقات التي تكلفت بها عناصر من الدرك الملكي لمعرفة الجهات التي تقف وراء تسهيل عمليات الهجرة. وحامت الشكوك، من البداية، حول عناصر من القوات المساعدة المكلفة بتنظيم دوريات لمراقبة الحدود والسواحل ورفع تقارير عن جميع التحركات بالمنطقة، إذ سبق أن تورط أفراد من هذا الجهاز التابع إلى وزارة الداخلية في عمليات مشبوهة تقضي بغض الطرف عن شبكات التهجير، مقابل مبالغ مالية. ويتعرض بعض عناصر القوات المساعدة إلى إغراءات كبيرة من عصابات الهجرة السرية مستغلين الوضعية الاجتماعية المتردية لعدد منهم. وتحولت المناطق الساحلية التابعة لجماعة البركانيين، في الآونة الأخيرة، إلى معبر جديد للمهاجرين والباحثين عن الحلم الأوربي، إذ نجحت السلطات الأمنية في إفشال عمليتين وصفتا بالكبيرتين، واحدة في دجنبر 2017، حين أوقفت عناصر الدرك الملكي بقيادة كبدانة بإقليم الناظور 55 مرشحا للهجرة السرية ضمنهم نساء وأطفال، بدوار “إهرويلن” الواقع تحت نفوذ جماعة “البركانيين”. ووصلت التحقيقات إلى تفكيك عصابة مكونة من أربعة أفراد يتوفرون على تجهيزات لوجيستيكية (سيارات دفع رباعي، زوارق مطاطية، وقود)، وكانوا “يتصيدون” أفارقة يتحدرون من غانا والطوغو وبوركينافاسو وسيراليون والسودان وغامبيا والنيجر وتشاد والكامرون وغينيا والكونغو ومالي مقابل مبالغ مالية تصل إلى 10 آلاف درهم للفرد. متابعة الصباح