وجه الشيخ السلفي، محمد الفيزازي، رسالة قوية اللهجة، لمتزعم حراك الريف ناصر الزفزافي. الفيزازي خاطب الزفزافي عبر رسالته بالقول:"بما أنك أصبحت الآن رمزا “للحراك ” في الحسيمة، وبما أنك تعتمد في خطابك النص الديني، وبما أنك كسرت جميع الطابوهات، وبما أنك عاهدت الله تعالى على الموت في سبيل “شعبك”، وبما أنك بلغت من الجرأة مبلغا حتى بت تخاطب ملك البلاد كما تخاطب واحدا من حارات المدينة…وبما أنك تتحدث عن أهلنا في الريف كما لو كنت تتحدث عن دولة محتلة من قبل المملكة المغربية،وبما أنك تصف كل من له رأي مخالف لرأيك بالمنافقين والخونة و… الخ، وبما أن راية الوطن مغيبة عن المشهد بين يديك فضلا عن صور الملك رمز الوحدة الوطنية، وبما أن الدين النصيحة… فقد أحببت أن أوجه لك كلمات أخ في سن أبيك مشفق عليك وعلى من يتحلق حولك من المعجبين بحماسك واندفاعك…." الفيزازي تابع حديثه مخاطبا الزفزافي بالقول:"أخي الزفزافي اسمعها مني خالصة لوجه الله: المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مطالب مشروعة لا يختلف حولها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان، وهي ذات المطالب في كثير من مناطق المغرب ، فدفاعك المستميت عن حاجيات الريف العزيز تحديدا في تجاهل تام لحاجيات أهالينا في الأطلس وسوس والشرق وباقي المناطق… يجعل خطابك انفصاليا بلسان الحال ومفهوم المقال. وهذه عنصرية واضحة، لا تغتر ب”نصرك” المبين على الدولة فالأمر أعمق مما تتصور… حلم (بكسر الحاء) الدولة ليس جبنا ولا خوفا منك… صدقني. الدولة تنظر بعيدا جدا إلى الموضوع بالطول والعرض. ولها حسابات استراتيجية أعمق مما تدركه أنت… وأنا هنا لست ناطقا باسم الدولة. لكني ربما أعلم ما لا تعلم… خطابك الديني حجة عليك وليس لك. فالدين الحنيف يأبى التفرقة. ويجرم الخروج على السلطان. ويدين مفارقة الجماعة “والجماعة هنا شعب المغرب من طنجةإلى لكويرة” وليس شعب الريف وحده كما تدعي…. فلا فرق بين ريفي وجبلي وسوسي وحساني ودكالي وعبدي وغيرهم من المغاربة في المواطنة، وصفك للجيش والدرك والأمن والمؤسسات بكلمات حاطة من التقدير والاحترام عيب منك لا يليق بك، اعلم أن المغرب لا تنجح فيه ثورة ولا يفلح فيه انقلاب. لاعتبارات موضوعية متعددة رغم وجود غير قليل من الفساد والاستبداد…إمارة المؤمنين، وحدة المذهب، عمق الانتماء إلى الإسلام، حب الشعب لملكه بما فيهم أهل الريف، إجماع علماء الأمة على وجوب وحدة الصف ونبذ الانشقاق،،،، كل ذلك يجعل صراخك وصياحك من غير طائل… وأشبه ما يكون بالضرب على حديد بارد." واسترسل الشيخ السلفي متسائلا:"هل ترى بجانبك أخي الزفزافي عالما واحدا؟ الحقيقة ولا أحد. فكيف تتوهم النصر على دولة وانت عار عن العلم والعلماء… فلا تتحدث عن الشهادة والثبات ووو ولا شيء من العلم ولا أحد من العلماء يساندك، قبل أن يختم رسالته بالقول:"تعقل ياأخي واغتنم الفرصة. فقد أرسل الملك رئيس الحكومة ووزراء ذوي الصلة للحوار وتنفيذ مطالب الساكنة المشروعة. فلا داعي للفتنة واللعب بالنار."