من خلال التتبع الحثيث لمجريات الحراك الشعبي بالحسيمة و النواحي و ما يرافقه من جدل حول ما هي جدوى اصرار قادة الحراك في الإبقاء على ضغط الشارع ، ادا كان الهدف الأسمى للحراك هو اسماع صوت الشعب و المطالبة بالاستجابة الفورية للملف المطلبي . أعتقد أن المنطق يقتضي فسح المجال للدولة و الإدارة العمومية لتنزيل المطالب على أرض الواقع و بالتالي يتأتى لزعماء الحراك تقييم مدى جدية الدولة في التعاطي الإيجابي مع المطالب . الفعل الجماعي للاحتجاج كان له مناخ مناسب ليتبلور و يتخذ الأشكال التي تابعناها عبر الوسائط الإعلامية ، فكذلك أيضا استجابة الدولة للمطالب يلزمها توفير مناخ للعمل و تفعيل الإجراءات التي تتوخى إنجازات قابلة للتقييم فيما بعد. أما أن يحرص قادة الحراك على الإبقاء على غليان الشارع رغم ما نراه من إعلانات قانونية رسمية على الصفقات و انطلاق فعلي لأشغال مشاريع و بداية دراسات تقنية لإنجاز ما تمت المطالبة به، فاظن أن النزاهة النضالية تقتضي مراجعة هذا الموقف. و كأنها تريد أن يلتبس الأمر أكثر، و يزيد تعقيدا، بما لا يخدم أي مصلحة عامة، تخرج بعض الحساسيات السياسية و الحقوقية بموقف غير مفهوم في الواقع ، و تعلن أنها بصدد تأسيس لجان دعم حراك الريف كما هو الشأن بتطوان . و كأن حراك الريف يحتاج فعلا إلى دعم و مآزرة، في الوقت الذي نرى قادته يتحركون بكل حرية و يعبءؤون و ينتقدون و يمررون خطابات بأريحية. و لا يجب إنكار أن الدولة ملتزمة بالحفاظ على أجواء السلم. لم يكن هناك لا قمع ممنهج للاحتجاجات، و لا أحداث مأسوفة . لا يجب إنكار هذا لنكون موضوعيين . بالنسبة للإخوان الذين يعلنون عن مواقف من خلال بيانات و تصريحات حول دعم حراك الريف، قد يكون الدافع حرية رأي موسوم بشحنة نضالية لا تقف غير محركة ساكنا أمام أي شكل نضالي شعبي. هذا الأمر مفهوم. و لكن ان ينادي بعض الأخوان إلى تنظيم وقفات احتجاجية في تطوان بدعوى مساندة حراك الريف فهذا الأمر غير منطقي بتاتا في الأدبيات النضالية . يجب إدراك الأشياء على ما هي عليه دون أن يشوبها أهواء أو مصالح أو تحيزات، و يجب ان تستند الأحكام في النظر إلى الحقائق على أساس العقل. إذا كانت الدولة تقول انها جادة في التعاطي مع مطالب الحراك، و هو ما نلتقطه بالفعل من خلال النزول الميداني لوالي الجهة إلى عين المكان و تواصله المباشر مع الساكنة و مع المنتخبين، حول ماذا يجب فعله، و إذا كانت الدولة ماضية في الاستجابة للملف المطلبي للحراك من خلال المشاريع التي انطلقت فعلا على أرض الواقع، فأعتقد أنه فقط "الموت هو الذي يحل فجأة و في آن" كما يقول المغاربة . لنترقب الوضع و نرى جدية ذلك . أما أن نقول ستشكل لجنة دعم الحراك و سنخرج للاحتجاج في تطوان فهذه قمة العبث النضالي و ليس الفعل النضالي. [11/5 11:54] رأيي الشخصي الذي يلزمني انا فقط حول نداءات التضامن مع حراك الحسيمة من خارج منطقة الريف. كأمازيغي من رحم منطقة الريف لا أفهم مغزى النداءات المتواترة و الصادرة عن بعض حرفيي النضال المنتمين بعض الدكاكين المسماة تجاوزا السياسية و النقابية و الحقوقية ، سواء في طنجة، تطوان أو غيرهما. متى صدر نداء من قادة الحراك بالدعم و المؤازرة من خارج الريف اللهم اذا استثنينا ابناء الشتات من شباب الريف. أم الدافع هو الركوب على الموجة التي اعتدناها من بعض الحساسيات التي تنتظر دوما سبر الطريق لكي تحاول الالتحاق بالركب في صفوفه الخلفية و هي تتشبث به بالأظافر و النواجد لكي يقال عنها أيضا أنها كانت كذلك في موعد مع التاريخ و سجلت موقفها و ساهمت من موقعها في الحراك. بمسوغ المؤازرة تريد بعض القطط التي تقتات على الفضلات، أن تلتحق بماءدة اسيادها، اقول. لا دعم و لا مؤازرة و لا هم يحزنون. الزموا أماكنهم، ابقوا في جحوركم، و كفوا عن نشطاء الحراك من أبناء الريف الحرائر و الأحرار ، محاولات الامتطاء الميؤوسة.