أكد رئيس جمعية أصدقاء الإذاعة والتلفزة للثقافة والاتصال بطنجة، عبد المالك العاقل، امس الأربعاء، على ضرورة دعم الصحف الجهوية التي أصبحت تحتضر في زمن الثورة الرقمية خاصة وأنها تساهم في تطوير المشهد الإعلامي المغربي وفي تعزيز الديمقراطية محليا وجهويا وتكريس قيم المواطنة. وأشار رئيس الجمعية في افتتاح الدورة الثالثة ل "ملتقى البوغاز للإعلام الجهوي" حول موضوع "مستقبل المقاولات الإعلامية في ظل الثورة الرقمية،" الذي تحتضنه مدينة طنجة ، إلى ضرورة دعم المقاولات الصحفية الجهوية عبر تعميم الدعم الحكومي على الصحف الجهوية المتوفرة على الشروط المهنية، وتشجيع الاستثمار في الإعلام الجهوي، وإدماج التنمية الإعلامية إلى جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في القوانين المنظمة للجماعات المحلية والجهوية. وشدد العاقل خلال الملتقى، الذي حضره رئيس الجمعية المغربية للصحافة الجهوية، إدريس الوالي، والمدير الجهوي لوزارة الاتصال بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إبراهيم الشعبي، إلى جانب نخبة من رجال الإعلام والصحافة يمثلون مختلف وسائل الإعلام الجهوية والوطنية، على أن وضع الصحافة الجهوية وتطويرها في مسارها الطبيعي وفق الإعلام المقاولاتي الحديث خدمة للتنمية الجهوية يتطلب سحب الصحف الجهوية في المطابع بأثمنة مشجعة، وتعميم الإعلانات الإدارية والقضائية والتجارية وإعلانات المؤسسات العمومية على الصحف الجهوية، وتأهيل الإعلام المقاولاتي عبر التكوين وإعادة التكوين ، وتمثيل الصحافة الجهوية في لجنة بطاقة الصحافة. وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن أشغال الملتقى ستتوج بتوصيات لمواجهة الإكراهات التي تواجهها المقاولات الصحفية الجهوية في ظل الثورة الرقمية التي أصبحت تهدد وجودها، لافتا إلى أن الجمعية تسعى في كل دورة إلى استحضار الانجازات مع الوقوف عند الإخفاقات للسير قدما في تعزيز مجال الاعلام الجهوي. من جانبه، اعتبر المدير الجهوي لوزارة الاتصال بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، في تصريح مماثل، أن الصحف الرقمية أصبحت منافسا شرسا للصحافة الورقية التي بدأت مبيعاتها تتراجع بشكل كبير، مبرزا أن وزارة الاتصال تناولت موضوع المقاولات الصحفية من منظور تشريعي وآخر تأهيلي عبر وضع قوانين منظمة لمجال الصحافة سواء أكانت ورقية أو مرئية أو رقمية. وأضاف أن وزارة الاتصال وقعت مع الفدرالية المغربية لناشري الصحف عقد برنامج ثالث 2013-2017 الذي يتضمن محاور تخص دعم وتطوير الصحافة الورقية والرقمية ومن خلالها دعم الصحافيين العاملين بمختلف المؤسسات الصحفية خاصة المكتوبة والورقية. وسيتم خلال الملتقى، الذي ستمتد أشغاله إلى غاية يوم 24 فبراير الجاري، تنظيم موائد مستديرة حول الوضعية الراهنة التي تمر بها بعض المقاولات الإعلامية جهويا ووطنيا أمام الطفرة الكبرى لوسائل الاتصال الرقمية التي أضحت تهدد مستقبل العديد من المقاولات الإعلامية خاصة على صعيد الصحافة الورقية . ونظم على هامش الملتقى الإعلامي، الذي يصادف الذكرى العشرين لتأسيس جمعية " أصدقاء الإذاعة والتلفزة للثقافة والإتصال بطنجة" سنة 1996، واليوم الوطني للإعلام، حفل تكريم رجال ونساء من مختلف المنابر الإعلامية تتويجا لعطائهم المهني البارز، ويتعلق الأمر بالإذاعية، زهور الغزاوي، عن إذاعة طنجة الجهوية، والصحفي محمد المريني، والإعلامي، أحمد إفزارن ،كما تم تنظيم زيارات ميدانية واستطلاعية إلى بعض المؤسسات الإعلامية الموجودة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة لفائدة المشاركين وطلبة معاهد الإعلام والاتصال قصد الاطلاع عن قرب على تقنيات العمل الإذاعي والتلفزي ووسائل الإعلام الرقمية.