(ثلاث عقائد أشعرية) للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني (ت895ه) دراسة وتحقيق الدكتور خالد زهري مما لا شك فيه أن «علم التوحيد» هو أشرف العلوم، لتعلقه بمعرفة ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله، وما يجب في حقه سبحانه وما يستحيل وما يجوز، وكذا معرفة ما يجب في حق الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وما يستحيل وما يجوز، ناهيك عن الأمور الأخروية التي أخبر بها الشرع المبين، والتي انتظمت لدى علماء الكلام فيما يُعْرَف ب (السمعيات). ومن هذا المنطلق، اجتهدت الرابطة المحمدية للعلماء في الاعتناء بهذا العلم بنشر النصوص التي انتظمت مباحثه وقضاياه دون تطويل ممل، ولا إيجاز مخل، فأسهمت في إشاعة العقيدة الأشعرية السنية، وترسيخ قناعاتها الإيمانية في النفوس. وقد اتجهت همة مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية لإعادة الاعتبار للمتون العقدية التعليمية المختصرة، بنشرها بين الناس لتحفيزهم على تدبرها وفهمها واستيعاب مباحثها، نظرا لصغر حجمها، وأخذاً بالنظر إلى الأهداف التربوية والتعليمية التي روعيت عند الشيوخ في تأليفها. فأصدر كتاب (ثلاث عقائد أشعرية) للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني (ت895ه) دراسة وتحقيق الدكتور خالد زهري. ويأتي إخراج هذا العمل للوجود نظرا لما نالت عقائد السنوسي من اهتمام كبير لدى المسلمين في الشرق والغرب، لكونها قدمت للمسلم السُّنّي خلاصة ما يجب معرفته من عقائد أهل السنة والجماعة. وقد عرض السنوسي العقائد الواجب معرفتها عرضا يمتاز بخصيصتين: أولاهما: العبارة العذبة التي يسهل حفظها؛ ثانيهما: الأدلة الواضحة الخالية من التعقيد. وتعتبر العقائد الثلاث التي نقدمها للقراء، وهي «صغرى الصغرى» و«الحفيدة«و«المفيدة»، نموذجا حيا لتجلي هاتين الخصيصتين، فهي وجيزة في حجمها، مما يجعل استيعابها وحفظها في أقرب الآجال أمرا يسيرا، وهي أيضا واضحة في طريقة استدلالها على قضايا «الإلهيات» و«النبوات». وذلك إسهاما في إحياء المذهب الأشعري وإعادة الاعتبار له، لكونه المذهب الذي حافظ على العقيدة السنية لدى المغاربة، وجعلهم في منأى عن العقائد المنحرفة، وعن مذاهب أهل الزيغ والضلال، علاوة على كونه يعتبر من أهم مقومات ثقافتنا وحضارتنا. متابعة: يوسف الحزيمري