في إطار تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي 2015-2030 ، وإسهاما في إرساء نموذج بيداغوجي جديد يسهم بحق في الارتقاء بجودة العلاقات التربوية والممارسات الصفية بالمؤسسات التعليمية، أطلقت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بوزان ، مشروعا متكاملا في نسخته الأولى تحت عنوان – قافلة العلوم – شعاره tous la main à la pâte " في الفترة الممتدة من يناير إلى غاية أبريل 2017 ، ضمن مواده الأساسية مختبر متنقل بين المؤسسات التعليمية. في هذا السياق أعطى السيد فؤاد ارواضي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لوزان الانطلاقة الرسمية للمختبر المتنقل، من مدرسة الإمام علي ابن أبي طالب بالجماعة الحضرية وزان كأول محطة له، وذلك صبيحة يوم الخميس 12 يناير 2017 ؛ قام خلالها بزبارة، كل الورشات و الفضاءات المؤتة لهذا المختبر، و تبادل أطراف الحديث مع الأطر التربوية المشرفة على هذا المشروع و مع بعض التلاميذ و التلميذات ، كما قدمت له اللجنة المنظمة شروحات حول مواد المختبر و طرق تمرير مضامينه و مشاركة وتفاعل التلاميذ مع المبادرة . ومن المنتظر أن يتنقل هذا المختبر في محطته الثانية إلى مدرسة أبي حيان التوحيدي بوزان يوم الجمعة 13 يناير2017 ، بعدها سيحل بمجموعة مدارس أحمد أمين بالجماعة القروية عين بيضاء صبيحة السبت 14 يناير 2017 ، على أن يتم تحديد جدولة زمنية أسبوعية عند نهاية كل أسبوع. مواد المختبر المتنقل و كما سبق و أن أشرنا إلى ذلك في مقالات سابقة ؛ جاء كثمرة مجهود، بمشاركة أطر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و بتعاون مع بعض المؤسسات التعليمية بالإقليم و بتنسيق مع بعض جمعيات المجتمع المدني ومؤسسات عمومية، نذكر منها، المعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية بوزان و جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض و جمعية نور للكهربائيين المعتمدين بوزان والفرع الإقليمي للجمعية المغربية لأطر التوجيه و التخطيط التربوي. المختبر الذي استضافته مدرسة الإمام علي ابن أبي طالب طلية يوم الخميس 12 يناير 2017 أتاح الفرصة لتلميذات و تلاميذ المستويين الخامس والسادس ابتدائي والبالغ عددهم 160 بمتوسط 40 تلميذ عن كل مستوى دراسي؛ لإنجاز بعض التجارب العلمية ذات الصلة بمقرراتهم الدراسية بمجال الفيزياء والكيمياء و مجال علوم الحياة و الأرض و بتأطير من أساتذة مادتي علوم الفيزياء و الكيمياء وعلوم الحياة والأرض. كما أتاح هذا المختبر المتنقل فرصة للتلاميذ للقيام بتجارب افتراضية من خلال استعمال الوسائل التكنولوجيا والاطلاع على أهمية الموارد الرقمية في التكوين الذاتي و قد خصص فضاء لهذه التجارب الرقمية تحت إسم "مختبر رقمي". كما كانت فرصة كذلك للتلاميذ لمتابعة فيلم كرتوني و مناقشته و هو فيلم بعنوان " العالم الصغير" ، يحكي قصة التلميذ الباحث عن الإجابة عن إشكال فيزيائي، من خلال طرحه للأسئلة و لفرضيات بين أسرته و بين زملائه في المدرسة ومع أساتذته، الفيلم يحاول تقريب التلاميذ من بعض المبادئ الأساسية و الأولية للمنهج العلمي ، الذي يتطلب مجموعة من المراحل كالبحث و التجريب و طرح الأسئلة و طرح فرضيات . فضاء آخر بالمختبر المنتقل خصصه المنظمون لعرض بعض الأدوات المخبرية منظمة ، مع تقديم شروحات لها للتلاميذ ، من طرف بعض أساتذة مادتي الفيزياء والكيمياء و علوم الحياة والأرض. كما خصص جناح آخر لمعرض علمي حول البيئة حول موضوع " البلاستيك" ، من إنجار المكتب الوطني لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب ، قام بتأطيره و تنشيطه و تقديم شروحات حول مضامينه للتلاميذ من لذن أساتذة متخصصين في المجال. و لعل ما ميز هذه التظاهرة العلمية، استفادة جميع التلاميذ من جميع المواد المقدمة في هذا المختبر المتنقل، بمتوسط زمني غلافه ساعة واحدة لكل مستوى دراسي يقضيها التلاميذ في كل مادة من مواد المختبر، بحيث أتيحت الفرصة أمام جميع التلاميذ للمشاركة في كل الورشات و القيام ببعض التجارب بشكل فردي ومباشر سواء في فضاء المختبر الرقمي أو المختبر، و زيارة المعرضين ( المخبري و البيئي).كما أن مساهمة أساتذة المؤسسة في الإعداد القبلي للتلاميذ من خلال تأطيرهم و تحفيزهم على المشاركة و إلزامهم بإحضار ما قد يساعدهم على تدوين معلومات و تحفيزهم على طرح الأسئلة على الأطر المشاركة في التنشيط ، أغنت الورشات من خلال المساهمة القيمة للتلاميذ وتفاعلهم مع كل المؤطرين و بكل أجنحة المختبر، مما أسعد الفريق المنظم لهذه التجربة العلمية التربوية الفريدة من نوعها و رفع من معنوياتهم و من عزيمتهم لمواصلة الطريق إلى باقي المؤسسات التعليمية بالإقليم، آملين أن يستفيد جميع تلميذا ت وتلاميذ إقليموزان من هذا المنتوج العلمي البيداغوجي الهادف إلى تربية الناشئة على الاهتمام بالعلم و البحث العلمي. أحمد ضريف