عندما يكون الإحساس خالصاً لا توجد قوة يمكنها القضاء عليه،لذا فإن الشعور بالمحبة لا حدود ولا مكان له، لأن عظمته تسود ما لا نهاية له، ذلك هو حُب لفنانة الإسبانية " صوت القلب " ريميديوس كورطيس للمغرب والمغاربة " جاءت من أرض الأجداد الأندلس لتمد يدها وتفتح قلبها لكي يعرف العالم أن المغاربة والإسبان لهما تاريخ عريق ومتين، بالموسيقى والسلام نستطيع خلق عالم خال من البُغض والعرقية ويسوده العدل والمحبة، جاءت من مالقا إلى امحاميد الغزلان،لتخبر أهل الصحراء أن لهم في الأندلس خاصة وإسبانيا عامة، أصدقاء يفتحون قلوبهم ويمدون أياديهم للتعاون معهم مع التعبير لهم على صداقتهم. الصادقة الخالصة.. والتشجيع على الأهداف التي تتوخاها الفنانة الإسبانية " ريميديوس " ألا وهي ثقافة بدون عنف،التسامح،الدفاع عن حقوق الإنسان،الدفاع عن الأرض..حماية الأطفال والشباب ، جاءت من أرض الأجداد الأندلس لتذكرنا بأننا جميعاً نتحمل مسؤولية مستقبلنا وأن ما كل ما سنزرعه اليوم في القلوب سوف نحصده في المُستقبل القريب.رحلتها إلى الصحراء رسالة فنية راقية بموسيقى " الفلامينكو" مسؤولية من أجل الدفع بمبدأ احترام الآخر في وسط مُتعدد العرقيات، والديانات، والثقافات، والجنسيات، لأن احترام الآخر هو السَّبيل الوحيد للعثورعلى الإحساس النَّبيل والثقافة المُزدهرة التي تترتب على تعدد الأجناس والفلسفات..جاءت لتحارب مذاهب التعصب والكراهية التي لا تؤدي إلا لسيادة التَّفرقة في الأرض،جاءت بصوتها لتضع حد أمام مُستقبل يسوده السّلم، والازدهار والود، والعدالة والرَّخاء الجماعي. جاءت لتُعبر بصوتها الصادق وتقول أدافع بنفس القوة والإحترام على الضفة الجنوبية لأوروبا والضفة الشمالية لأفريقيا لأن ما يوحدنا هو بحر واحد وسماء واحدة، وطبيعة جد مُتشابهة، أما فولكلورنا وصناعتنا التقليدية فهي من أروع ما يوجد في العالم أجمع،جاءت لتقول بصوتها أن الناس في كلا الضفتين يتميزون بنظرتهم العميقة والابتسامة الرائعة نفسها،جاءت لتقول بصوتها فلقد شاء الله أن تكون الأشياء التي تجمعنا لا حصر لها وأن يكون القُرب الجُغرافي شبه منعدم، مما يفرض علينا التفاهم والتعاون والوحدة، لنكون قُدوة للتآخي والمواطنة للعالم أجمع. هذه هي سمات الغجر بثوا في الموسيقى الإسبانية منذ القرن الثامن عشر روحاً جديدةً أوحت لكثير من كبار المؤلفين الإسبان أروع قطعهم،لعل أشهرهم الموسيقار الأندلسي الخالد بإبداعاته الموسيقية، " مانويل دي فاي " فالموسيقى لا تعترف لا بالسياسات ولا بالحدود ولا بالصراعات..بل هي لغة سامية. ويندرجُ مُشاركة نجمة الفلامينكو صوت قلب القادمة من إقليم " مالقا "في إحياء سهرة فنية إسبانية بصحراء امحاميد الغزلان، لإبراز دور الموسيقى في تقريب القلوب وربط أواصر المحبة والتآخي، اختارت الفنانة الإسبانية الشهيرة تطوان ملتقى الحضارات لانطلاقة رحلتها الفنية متوجهة إلى بوابة الصحراء امحاميد الغزلان، للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان الدولي للرحال في دورته العاشرة،ومدينة تطوان دائماً حاضرة في فعاليات هذا الحدث الهام الدولي الثقافي، المُهتم بثقافة الرحال في العالم، ففي سنة 2006 وبمبادرة محمد سعيد المجاهد وبغيرة وطنية،شاركت مجموعة نسائية للموسيقى الأندلسية برئاسة الفنانة فتيحة الحضري وبمشاركة صوت الصحراء الفنانة المتألقة رشيدة طلال. وفي السنة الماضية أبت تطوان ألا أن تشارك بعرض قفطان تطوان سفير السلام والمُدافع عن الوحدة الترابية،أقامته مصممة القفطان التطواني خديجة الوزاني..فرض القفطان التطواني وجوده على الرمال الذهبية لصحراء محاميد الغزلان، وكان العرض هادف ومُثمر. ولا ننسى الدور الذي لعبته سيدة مواطنة تحب هذا الوطن وهي فاطمة الشيكر فاعلة جمعوية، تحملت مسؤولية السفر لهذه الفنانة من تطوان إلى امحاميد الغزلان بإمكانيتها ألذاتية وذلك لغيرتها وحُبها لبلدها وحتى تعطي درساً حياً للذين يمتلكون كل شيء في أياديهم ولا يحركون ساكناً لتصحيح الصورة المغلوطة عند الرأي العام الدولي. نجوى الحساني التائب