أمام التكتم الشديد وغير المفهوم لقسم التواصل والإعلام بالجماعة الحضرية لتطوان حول موضوع ما بعد فتح أظرفة طلبات العروض المخصصة للتدبير المفوض لقطاع النظافة بتطوان، التي تنافست عليها عشر شركات من جنسيات مختلفة (مغربية، فرنسية، إسبانية، تركية ولبنانية) من بينها شركة "تيكمد" التي راج في بعض الأوساط أنها سحبت ملفها في آخر لحظة، والذي جرى يوم الثلاثاء 24 أبريل الماضي على الساعة الثانية عشرة زوالا بمقر الجماعة بالعمالة القديمة، وذلك وفق دفتر تحملات أجريت عليه عدة تعديلات همت على وجه الخصوص تعزيز دور رقابة الجماعة الحضرية لأشغال الشركة التي سترسو عليها الصفقة، والزيادة في جودة الخدمات المقدمة التي عرفت تدهورا غير مسبوق في عهد شركة "تيكمد" الإسبانية، إضافة إلى تحسين ظروف عمل المستخدمين الذين كثرت شكاويهم في الآونة الأخيرة على وضعيتهم الاجتماعية المتردية، بلغت حد تسييس مطالبهم البسيطة لخدمة أجندة سياسوية لحزب يحاول الركوب على معاناة العمال لاسترجاع بعض من بريقه المفقود على مستوى مدينة تطوان وثقة مؤيديه الذين تخلوا عنه، علمنا من مصادرنا الخاصة، أن الشركتين الفرنسية "سيطا البيضاء" واللبنانية "أفيردا" هما الأوفر حظا للفوز بهذه الصفقة نظرا للعروض التي قدماها في إطار دفتر التحملات، إضافة إلى كون عرضهما ظل هو الأقل كلفة والأكثر احتراما للمعايير والضوابط التي جاء به دفتر التحملات الجديد الذي فرضته الجماعة الحضرية، حيث من المحتمل جدا أن يمنح قطاع تطوان الأزهر للشركة اللبنانية "أفيردا" التي ستخوض تجربة تسيير هذا القطاع بالمغرب لأول مرة في تاريخها، والتي تعتبر مجموعة متكاملة من الشركات التي تشمل جمع ومعالجة وإعادة تدوير مقالب القمامة والصرف الصحي من النفايات الصلبة، والتصنيع والعقارات وتكنولوجيا المعلومات، وهي تعتبر واحدة من أكبر الشركات اللبنانية، وتعتمد على الفطنة المتنوعة من فريق من المهندسين والخبراء في التنفيذ والتقنية والبيئة، والمحللين الماليين، والمديرين، ومن أبرز المدن العالمية التي تسيرها عاصمة الإمارات العربية المتحدة، أبو ظبي. بينما سيمنح قطاع تطوان سيدي المنظري للشركة الفرنسية "سيطا البيضاء" ذي الصيت العالمي في تدبير هذا القطاع، والتي تسير عدة مدن مغربية، تأتي في مقدمتها بعض مقاطعات العاصمة الاقتصادية للمملكة، مدينة الدارالبيضاء إلى جانب مدن وجدة وآسفي واليوسفية ومقاطعة أكدال بالرباط. فهل ستنجحا هاتين الشركتين في إصلاح ما أفسدته شركة "تيكمد" بتطوان، خصوصا وأن قطاع النظافة بالمدينة أضحى يعيش أسوأ مراحله لم تعهده ساكنتها من قبل، وهي المدينة التي كانت على مر التاريخ مضربا للمثل في النظافة والنقاء حتى لقبت ب"الحمامة البيضاء"؟؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل.. محمد مرابط