انطلاق فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط وسط وقفة احتجاجية للمعطلين وحركة 20 فبراير انطلقت، فعاليات الدورة ال 18 لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، في ظل غياب وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الخلفي، ورئيس مؤسسة المهرجان نبيل بنعبد الله، فيما حضر رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، محمد إدعمار المنتمي لحزب العدالة والتنمية. وفاجأ معطلو مدينة تطوان، والي تطوان، والمسؤولين الحاضرين، حيث خرج فرع تطوان للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وجمعية تمودة للمعطلين، وبعض أعضاء حركة 20 فبراير في وقفة احتجاجية باب المهرجان، قبالة سينما أينيدا، مرددين شعارات ورافعين لافتات تدين هدر المال العام في المهرجانات الغنائية، كما رفعوا شعارات من قبيل "ياللعار ياللعار المهرجان بمليار"، و"تطوان يا جوهرة دارو بك الشفارة". ولم يستطع بعض الفنانون الحاضرون مساء الافتتاح الصعود إلى "البوديوم" للتصوير، خوفا من أن تطالهم صراخات واحتجاجات المعطلين، الذين انطلقوا في الصفير حينما وصل والي ولاية تطوان، لحضور مراسيم حفل الافتتاح مرفوقا برئيس الجماعة الحضرية. وفي كلمة له في حفل الافتتاح وجه مدير المهرجان، أحمد حسني، رسالة غير مباشرة إلى رئيس الجماعة الحضرية لتطوان بسبب رفضه تقديم الدعم المالي المتفق عليه للمهرجان، قائلا بأن "السينما ليست أبدا عامل تخريب أخلاقي كما يعتقد البعض، بل إنها وسيلة مقاومة ودفاع وترقية للأذواق"، وأضاف حسني قائلا في كلمة الافتتاح أن "مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط سيظل موعدا سنويا قارا، للاستمتاع بالأفلام ذات الجودة العالية، إيمانا منه بفلسفة التشارك". وفاجأت الجماعة الحضرية الحاضرين حينما تناولت نائبة الرئيس كلمة الافتتاح مشيرة بأن "الجماعة ترحب بكل ضيوف المهرجان ومسانديه ومحبيه"، ومؤكدة في نفس الكلمة أن تطوان "المدينة المتوسطية تعتنق الفن والسينما". ولم يجد الصحافيون المعتمدون لتغطية مراسيم الافتتاح مقاعد خاصة بهم، حيث تقاسموا الجلوس مع الجمهور الحاضر في الافتتاح، مثلما عرف المهرجان هذه السنة تراجعا كبيرا بسبب شح الموارد المالية، وغياب عدد كبير من الفنانين المغاربة والضيوف المصريين كالممثلة المصرية منى شلبي، وغيرها في حفل الافتتاح، على عكس الدورات السابقة. وتم خلال حفل الافتتاح تكريم ثلاثة من الفنانين والمخرجين السينمائيين، حيث تم منح درع المهرجان إلى كل من الفنان والمخرج الإيطالي دانيلي لوكيتي، والمخرجة الإسبانية الاسبانية إيثار بوين، والمخرج المغربي محمد إسماعيل. هذا الأخير وصف درع المهرجان "بتكريم له طعم خاص وسط أحضان عائلته ومدينته تطوان". وتتضمن فقرات مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي يدخل دورته الثامنة عشرة مشاركة 16 دولة متوسطية٬ وعرض 12 فيلما طويلا و 15 فيلما قصيرا و 12 شريطا وثائقيا في إطار المسابقات الثلاث للمهرجان، العديد من الفقرات والندوات والموائد المستديرة، أهمها المسابقة الرسمية التي سوف يتبارى من أجل الفوز بجوائزها مجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة، التخييلية والوثائقية، وهي أعمال سينمائية تعكس غنى المتوسط وتنوع ثقافته، وطبيعة انشغالاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. هذا في الوقت الذي سيرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، السينمائي الأمريكي المخضرم "بيتر سكارليت"، كما سيترأس المخرج المغربي نور الدين الخماري لجنة تحكيم الفيلم القصير، في حين سيترأس الاسباني "أنطونيو ديلغادو " لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي. سعيد المهيني