كعادته افتتح مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الثامنة عشرة، على وقع احتجاجات وشعارات معطلي جمعية تمودة للمجازين الذين احتشدوا على مشارف قاعة سينما أبينيدا المحتضنة لحفل الإفتتاح، رافعين شعارات تطالب حكومة بن كيران بالنظر لوضعيتهم وتخصيص ميزانيات لتشغيلهم. السخونة التي كانت بالخارج لم تنعكس على الداخل، بحيث لوحظ تأخر توافد المشاركين والحاضرين على قاعة السينما والذين لم يصل جلهم إلا بعد دخول الوفد الرسمي، كما أن المنصة التي وضعت رهن إشارة النجوم لأخذ الصور لم تجد وافدين عليها، سوى مقدمة البرنامج التي أخذت لها صور على تلك المنصة، بل هناك من اعتقد أنها ممثلة او نجمة سينمائية. بالرجوع إلى الحفل الإفتتاحي بدا أنه «بئيس» أو لعلها رسالة أراد بها المنظمون التعبير عن ضعف الدعم المقدم لهاته الدورة، وعلى رأسها الجماعة الحضرية التي حضر رئيسها بمعية والي تطوان، وغاب عنها باقي المسؤولين الإداريين وحتى الفنيين الذين يعتبر المهرجان واحدا من اهتماماتهم. وبالبيت الشعري المعروف «بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان» في إشارة لما يعانيه الشعب السوري الذي يعيش أحلك الأيام، افتتحت فاطمة الزهراء الشيخي نائبة رئيس الجماعة الحضرية كلمتها مرحبة بالضيوف المشاركين وخاصة منهم الوفد السوري مؤكدة أن المهرجان كان يتفاعل في جميع محطاته مع محيطه المتوسطي بشكل كبير وبرؤية سينمائية راقية، وأن المهرجان خصص ندوة للسينما والحراك العربي، الشيء الذي يؤكد أن المهرجان يواكب كل القضايا التي تم بها المنطقة المتوسطية. وقالت المتحدثة أن المغرب بالسهر على تنظيم مثل هذا البرنامج يبقى شعلة مضيئة بالنسبة لدول البحر الأبيض المتوسط، في إرساء ثقافة قوامها الحداثة و احترام الاخر و ترسيخ ثقافة سينمائية حقيقية وهادفة. بدوره لم تخرج كلمة رئيس جهة طنجة تطوان التي ألقاها نائبه مصطفى البكوري، لم تخرج عن التنويه بمهرجان تطوان الدولي باعتباره محفزا لتطوير الإنتاج السينمائي بالجهة، في أفق أن يكون لهاته الجهة مهرجانا جهويا في الجهة، كما أن دعم الجهة للمهرجان يقول البكوري هو دعم للقيم الإنسانية الرحبة، وفرصة للتعرف على السينما المغربية وروادها المتميزين. كلمة أحمد الحسني مدير المهرجان لم تتجاوز بضع دقائق، وكان عبارة عن رسالة أراد تمريرها في هذا الإفتتاح حيث اعتبر أن «السينما لم تكن أبدا ولن تكون عامل تخريب أو فساد أخلاقي كما يعتقد البعض»، بل كانت دائما تربية وترفيه وأداة تبعث على الحلم، وستظل دائما وسيلة مقاومة ودفاع ضد الثقافة التي تحاول أن تسيء للقيم الإنسانية. بعد هاته الكلمات تم تقديم لجن التحكيم الخاصة بالأفلام المتبارية كالأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة والطويلة، حيث لوحظ غياب غالبية أعضاء هاته اللجن ومنهم من حضر متأخرا كان على المنظمين أن يقطعوا بعض الفقرات لعودة تقديم الحاضرين. كما وقع مع السينمائي الأمركي بيتر سكارليت الذي يعد أحد الخبراء في المهرجانات السينمائية العالمية، والذي يتراس لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الطويل بمعية المخرجة الإسبانية بسكال كرنيل و الممثلة المصرية منى شلبي، والمخرجة التونسية كلثوم بورناز، والمخرج المغربي داود أولاد السيد . إلا أن الفترة الأكثر تميزا في هذا الإفتتاح حيث تم تكريم بعض الأسماء اللامعة في سينما البحر الأبيض المتوسط، خاصة منهم المخرج محمد إسماعيل الذي ألقى كلمة مؤثرة الذي اعتبر أن أعماله كانت تصور بمدينة تطوان مما يوضح ارتباطه القوي بمدينة تطوان وأهاليها. وسلم له الذرع من طرف والي تطوان.. كما تم تكريم المخرجة الإسبانية إيسيار بوايين ودانييل لوتشيتي المخرج الإيطالي، كما سيعرف المهرجان تكريم وجوه أخرى من بينها الفنان المصري كريم عبد العزيز، وبعض الأسماء الاخرى. للإشارة سيتم تنظيم بعض الندوات حول السينما الرقمية، وحول الأفلام التي صورت بمدينة تطوان وهو تكريم للمدينة، كما أن الربيع العربي سيكون حاضرا من خلال بعض الأفلام التي تعاطت معها، ليختم حفل الإفتتاح بفيلم محمد إسماعيل الزمن العاكر، للإشارة سينطلق عرض الأفلام المتبارية بداية من يوم الأحد.