وقف اكثر من مليوني حاج الاثنين على صعيد عرفات لاداء الركن الاعظم من مناسك الحج في موكب ايماني مهيب يعد احد اكبر التجمعات البشرية في العالم. وتوجه مئات آلاف الحجاج الذين ارتدى الرجال منهم لباس الاحرام الابيض منذ الصباح الباكر الى جبل عرفات، والسنتهم لا تنفك من ترديد التلبية "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك". وكان النبي محمد القى من جبل الرحمة خطبة الوداع في مثل هذا اليوم التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، (الموافق 632 ميلادي) اي قبل حوالي شهرين من وفاته. واكد مسؤولون امنيون سعوديون في تصريحات صحافية اليوم الى التلفزيون المحلي، ان الحج يجري دون حوادث تذكر. وقطع الحجاج نحو عشرة كيلومترات تفصل منى عن عرفات بالحافلات والسيارات او مشيا وسط طقس لطيف. وكان الحجاج امضوا الاحد يوم التروية، اول ايام الحج، في الدعاء والصلاة بمنى. وازدحمت حركة المرور عند مشعر عرفات حيث ورغم منع السلطات العربات التي تنقل اقل من 25 حاجا، فان فوضى كبيرة سادت بسبب الاختناقات التي سببتها آلاف الحافلات التي تنقل الحجاج. ويشكل امن هذا الحشد الهائل احد ابرز هواجس السلطات السعودية، وكان وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز اعلن الاربعاء انه لا يستبعد وقوع هجوم على الحجاج. الا ان "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" اكد في بيان على الانترنت الاحد انه يعارض "اي عمل اجرامي على حجاج بيت الله الحرام". وجاء في البيان "نبين لامتنا المسلمة بان طليعتها المجاهدة تبرأ الى الله من كل من يقوم بالتعدي على الكعبة المشرفة وعلى حجاج بيت الله الحرام". وبحسب الامير نايف فان عدد الحجاج القادمين من خارج السعودية بلغ 1,8 مليون حاج قدموا من 181 بلدا وهو "رقم قياسي" كما اكد. ويضاف الى هؤلاء 200 الف تصريح حج منح لحجاج من السعودية ودول الخليج العربية. غير ان عشرات آلاف الحجاج الاخرين تمكنوا من التسلل الى منى رغم الحواجز الامنية التي نصبت حولها لمنع غير المرخص لهم من الوصول. وادى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة الذي بني في المكان الذي القى فيه النبي محمد خطبة الوداع. وام الحجاج مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ الذي القى خطبة عرفة قبل الصلاة. ويمضي الحجاج باقي يومهم في الصلاة والدعاء والتلبية وطلب المغفرة. وقال الحاج السوري مسعد محيمد في تأثر باد "لا يمكنني وصف مشاعري (..) اشعر وكانني في يوم الحشر". وفور غروب الشمس يبدأ الحجاج النزول في وقت واحد من جبل عرفات الى مشعر مزدلفة حيث يمضون قسما من الليل قبل العودة مجددا الى منى حيث يقومون يوم عيد الاضحى الثلاثاء برجم الجمرة الكبرى (العقبة). ثم يحتفل الحجاج بعيد الاضحى ويؤدون طواف الافاضة ويسعون بين الصفا والمروة. ثم يتولون في ايام التشريق رجم الجمرات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى للمتعجل في العودة الى دياره على مدى يومي الاربعاء والخميس، ولغير المتعجل على مدى ايام التشريق الثلاثة حتى الجمعة. وارتبط رمي الجمرات في الماضي بحوادث تدافع خطيرة سعت السلطات السعودية الى تلافيها خصوصا من خلال اقامة جسر الجمرات ومنع التقاء القادمين لرمي الجمرات والمغادرين.